كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خبر في بيان السنة والبدعة والجماعة والفرقة]

صفحة 260 - الجزء 2

  كثروا)⁣(⁣١) لأن سنة النبي ÷ وجماعة الصحابة لا يرون⁣(⁣٢) بأن الله سبحانه يخلق أفعال العباد ولا يريد الظلم، ولا يحب الفساد، ولا يخلف وعد ووعيده، ولا يعذب من لم يعص من عبيده ... إلى غير ذلك من أفانين أباطيل المجبرة القدرية، وذكرنا أنهم - أعني المجبرة - أهل سنة معاوية اللعين وجماعته.

  وأما حكايته عن أهل ملته القول بالإرجاء؛ فقد قدمنا الكلام والدليل على وعيد الله تعالى للفجار بالنار، ويدخل فيه الفساق والكفار، وأن الحكيم سبحانه لا يجمع بين وليه وعدوه في دار الأبرار، وفصلناه تفصيلاً لذوي الأبصار.

  وأما ادعاؤه موافقة أهل البيت $؛ فليت أن الأمر كما قال إلا أن يدعي أن أحداً منهم $ يرى بما ترى المجبرة القدرية مما اختصت به من قبح الاعتقاد عن سائر البرية.

  فالجواب: بأنهم $ أشرف من ذلك الاعتقاد إذ هم الجهابذة وأهل الانتقاد، وإن أراد ذلك فقد رماهم بعظيم جرمه، وهو حري بأن يبوأ بإثمهم وإثمه، دون أن يشرك في ذلك سلالة النبيين والأئمة الهادين.

  وأما قوله: «مع محبته للصحابة ¤».

  فإن أراد بذلك من استقام منهم على ما فارق عليه النبي ÷ فلا شك أن محبته واجبة.

  وإن أراد من خرج على إمام الحق، واستبدل المين بالصدق، وكفر مع ذلك الإمام المعصوم فلا كرامة له، ولا لمن أحبه، بل أولئك ومن أحبهم حزب


(١) قال ¦ في التعليق: رواه الإمام أبو طالب، وروى السيوطي نحوه من طريق وكيع، والسائل ابن الكواء في حديث أبي طالب #، وقد مر. [مر أنه روى كلام علي (ع) في السنة والبدعة، والجماعة والفرقة: الإمام أبو طالب (ع) في أماليه (ص ٥٨) والمتقي الهندي في كنز العمال (٨/ ٢١٥) رواه عنه في فضائل الخمسة (٢/ ٣٩)].

(٢) لعل الأصل: يرون أن الله سبحانه لا يخلق ... إلى آخره. تمت من التعليق لسيدي العلامة الحسن بن الحسين الحوثي |.