[خبر في بيان السنة والبدعة والجماعة والفرقة]
  قلنا إنه يزف إلى الجنة ولا يبشر بها من أحبهم وهو عاص لله ø.
  ولكنا نقول بما قدمنا: من أن الأعمال لا تنفع ولا تدفع إلا بموالاتهم والانخراط في سلكهم، ونقول أيضاً: إن محبتهم تكون سبباً لزيادة ثواب المطيعين لله ø، ونقول: إن بمحبتهم يحصل للمكلف التوفيق من الله تعالى للتوبة، والصبر على الطاعة، والانصراف عن المعصية، ونقول: إن عداوتهم تكون سبباً لزيادة العقوبة للعاصين، ونقول: إن عداوتهم تكون سبباً لخذلان مبغضهم عن التوبة، وسبباً لاستثقال الطاعة والانهماك في المعصية، ونقول: إن رسول الله ÷ أخبر وهو لا يخبر إلا عن الله سبحانه وتعالى لقوله سبحانه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم] أن محبهم يموت تائباً، ويموت مغفوراً له، ويموت شهيداً، ويزف إلى الجنة، وكل هذه غيوب علم الله وقوعها لمحب آل محمد ÷ ومنه؛ فما معنى النزاع، ومن علمنا منه خلاف ذلك علمنا أنه غير محب لآل محمد ÷ وأنه إن ادعى ذلك كان منتحلاً غير صادق.
[خبر في بيان السنة والبدعة والجماعة والفرقة]
  وأما قوله: «أقول: هذه الأحاديث إن صحت فهي لأهل السنة والجماعة لأنهم يقولون: من مات على كبيرة لم يتب منها فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، ونرجوا له المغفرة بتوحيده ومحبته لآل محمد ÷ وموافقته لهم في اعتقادهم مع محبته للصحابة ¤».
  فالجواب عنه: أنه ذكر أهل السنة والجماعة، وقد ذكرنا له قبل هذا مَنْ أهل السنة والجماعة، ما روينا عن أبينا علي بن أبي طالب أنه سئل عن السنة والبدعة، والجماعة والفرقة، فقال: (السنة والله ما كان عليه محمد ÷، والبدعة والله ما خالفها، والجماعة والله أهل الحق وإن قلوا، والفرقة والله أهل الباطل وإن