[فضل الباكي من أجل أهل البيت (ع)]
[مثال الفقيه في أدبه وعلمه]
  وإنما مثال الفقيه في الأدب مثال من أراد البيع في العطر فجعل يسأل عن أوصافه ولم يتعرف أشخاصه، فقيل له المسك أسود والعنبر أشهب؛ فقصد السَّوْد والرَّمَاد؛ فملأ منهما قراعه وجعل يعرضهما للبيع، فمن ذم ذلك عنده سبه وآذاه وجهَّله وخطأه؛ لأنه صار يصحح بعض ما عرفه ويقطع بفساد كل ما جهله، والذي جهله أكثر، ولو رجع إلى علماء أهل مقالته لبصَّروه أكثر مما عثر فيه.
[فضل الباكي من أجل أهل البيت (ع)]
  ثم قال [الفقيه]: «أما حديثه [القرشي] عن الحسين بن علي @ أنه كان يقول: (من دمعت عيناه فينا دمعة أو قطرت عيناه فينا قطرة بوّأه الله ø الجنة)، ولعمري إن الأمر كذلك، ولسنا بخارجين - والحمد لله - عن اعتقاد هذا، بل نحن أهله بمحبتنا لهم، ولاعتقادنا اعتقادهم، وإلا فانقل لنا نقلاً صحيحاً بأن علي بن أبي طالب أو الحسن أو الحسين $ أو واحداً من أهل البيت الطاهرين كان يعتقد اعتقادك هذا الذي ذكرت، ولن تجد ذلك أبداً».
  والجواب: أن ما ذكره من أنه محب لأهل البيت $ ولاعتقادهم وأنه ليس بخارج عن ذلك - فهو قول حق إن استقام عليه، غير أنه ذكر بعده ما يوهم به أنه اعتقد فضلهم لظنه أنهم $ يرون رأيه ورأي أهل ملته من الجبر والقدر، ولهذا تحدى بقوله: وإلا فانقل لنا نقلاً صحيحاً بأن علي بن أبي طالب أو الحسن
= ورواه في (العمدة) لابن البطريق عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «فضل أهل بيتي على الناس كفضل البنفسج، على سائر الأدهان». تمت.
وعنه ÷: «سيد الأدهان البنفسج وإنَّ فضل البنفسج على سائر الأدهان كفضلي على سائر الرجال»، أخرجه الشيرازي في: (الألقاب). تمت من (الجامع الصغير) للسيوطي.