[إسناد الإمام لمذهبه في العدل والتوحيد والإمامة عن آبائه عن رسول الله ÷]
  حمزة بن سليمان معروف بالفضل والعلم، مشهور بالنسك والورع(١)، أمه فاطمة بنت محمد بن عبدالله بن أحمد بن بركات بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي $.
  وأخذ ما علَّمناه وربانا عليه من الدين قولاً وعملاً واعتقاداً عن أبيه سليمان، وسليمان مشهور بالفضل والكمال، كان يرجى لكشف الغمة، وهداية الأمة، وأمه سيدة بنت عبدالله ممن كان يضرب بها المثل في الكمال والعبادة والطهارة والعلم.
  وأبوها عبدالله(٢) كان ممن لو دعا إلى الله لأجيبت دعوته، وكثرت جماعته، وما تخلف الصالحون عن إجابته، ورأيت خطه إلى والدي | يعرفه أركان الدين ويحذره من المذاهب الضالة، ويحكي له مذاهب آبائه الطاهرين، ثم قال في آخره: فاحذر يا بني ثم احذر بارك الله فيك، فأجيبت دعوته.
  فأحكي عن والدي ¦ ونحن صبية صغار معه، وهو يأمرنا بالطاعة، ويحذرنا من المعاصي وكان مما قال - قدس الله روحه -: والله ما أعلم بينكم وبين أبيكم رسول الله ÷ إلا إماماً سابقاً أو مقتصداً، ولما عقلنا وعَلِمنا بوطئ الآثار ما علَّمنا علِمنا صدق حديثه.
  ثم أقول: فمن كان هذا نسبه فكيف يقبح مذهبه؟ إلى غير ذلك من أنواع التحريض على الخير، وما تجاوز السبع السنين منا من لا يصوم ولا يصلي لحسن تربيته؛ فجزاه الله عنا خيراً، وكانت العلماء تنتجعه والفضلاء تعترف بفضله، وكان معدوداً في أفاضل العترة $ في أيامه، وكانت التهاني ترد إليه من الأفاضل متبشرين بهم لما يرى فيهم بمن حدث من أولاده منها في بعضهم:
(١) وقبره في مبين من محافظة حجة مشهور مزور.
(٢) عبدالله بن أحمد بن بركات بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم.