كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إسناد الإمام لمذهبه في العدل والتوحيد والإمامة عن آبائه عن رسول الله ÷]

صفحة 334 - الجزء 2

  ولا دعا ساقيه في سَحْرَةٍ ... قم هات صرفاً من عصير المقيق⁣(⁣١)

  قم فانصر الحق وأجل الهدى ... فأنت بالمرجو منها خليق

  وكان أوحد عصره علماً وزهداً وورعاً وعبادة، مع السعة العظيمة في الأرزاق التي أنفقها في طاعة الله ونشر مذهب العدل والتوحيد في أهل عصره، وفي أيامه تقوى مذهب الزيدية في حياته ورد على المخالفين للحق من الفرق الضالة.

  وأمه أم ولد من مولدات المغرب كانت تعد من الفاضلات، وجاءت بالطاهرين والطاهرات، فهذا علي وحاله ما ذكرنا.

  وأخوه يحيى وكان من أهل الكمال والشرف، وأختهما زينة الشريفة الفاضلة التي انتشر فضلها في مخاليف اليمن، وضربت بها الأمثال، وظهرت آيات بركتها في الآفاق، ورأيت كتاب وصيتها فعددت ولاتها من خدامها والمتخدمين لله ø لها من فضلاء المسلمين فعددت أربعين والياً على أربعين مخلافاً - ومخاليف اليمن ثمانون مخلافاً كما تعلم إن كنت تعلم - وقامت في أمور الدين بكثير من مدارس ومصالح وجبر عائل، وبسط نائل، وكانت من أهل العلم والمعرفة رضوان الله عليها.

  وأبوه حمزة بن أبي هاشم النفس الزكية، والسلالة المرضية الذي أقر بفضله الموالف اختياراً، والمخالف اضطراراً، وعندنا علومه وتصانيفه # وعلى مثاله في أصول الدين حذونا، وبهديه اقتدينا، ورده على الفرقة الضالة من المجبرة القدرية، والمبتدعة الطبيعية⁣(⁣٢)، وغيرهم من ضلال البرية.

  وكان في أيام الصليحي، وجرت بينهما مكاتبات ومراسلات ومحاربات، وكان من كتاب الصليحي إليه: إنما قمت لأشيد بذكركم وأعلي أمركم، وأنزل


(١) لعله صفة من مق، قال في القاموس: امتق الفصيل ما في الضرع شربه شيئاً بعد شيء، فيكون وصفاً لها بأنها مشروبة أي: مرغوب فيها. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) أي المطرفية، تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.