كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إسناد الإمام لمذهبه في العدل والتوحيد والإمامة عن آبائه عن رسول الله ÷]

صفحة 335 - الجزء 2

  الظلمة عن منابركم، ثم قال:

  تعالوا نناضل عن مقام أبيكمو ... وندفع عنه بالقنا وظبا الهندي

  فما قمت إلا ثائراً بدمائكم ... فإن لم تعينوني ثأرت بها وحدي

  عليّ لكم أن لا يمد عدوكم ... إليكم يداً إلا وجُذَّتْ من الزند

  فكان في جواب له بعد صدر كتابه: (ما ذكرت من أنك إنما قمت لتشيد بذكرنا، وتعلي أمرنا، وتنزل الظلمة من منابرنا، فليت شعري من أمرك بذلك منا، وكيف تصح دعواك، ونحن منك بين قتيل وأسير وطريد وشريد.

  أتزعم أن دينك هاشمي ... وأنت عدو دين الهاشميي

  تزور قبورهم شوقاً إليهم ... وتضربهم بحد المشرفيي

  فدافع # عن الإسلام بيده ولسانه، وسيفه وسنانه إلى أن ذاق الحمام في رهج القتام⁣(⁣١) صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، وهو يقول:

  أطعن طعناً ثائراً غباره ... طعن غلام بعدت أنصاره

  وانتزحت عن قومه دياره

  وإنما قال ذلك لأن الصليحي كان قد أجلى بني حسن عن اليمن، وكانت اللقية بموضع يقال له: المنوى، فقال شاعرهم يصف الزواحي وسبأ ابن مظفر:

  وكانا على من قاده الليث حمزة ... هزبري⁣(⁣٢) حروب والليوث خوادر

  وفي قصيدة أخرى:

  حمزة جمع الجنود إلى المنو ... اء في حين صولة البارز


(١) قتام كساب: الغبار، انتهى من القاموس.

(٢) هزبر كسِجَلْ ودِرْهَم وعلايط الأسد، والغليظ الضخم، والشديد الصلب الجمع هزابر، انتهى أفاده القاموس. إملاء.