كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إسناد الإمام لمذهبه في العدل والتوحيد والإمامة عن آبائه عن رسول الله ÷]

صفحة 341 - الجزء 2

  وسليله جدي سليمان الرضا ... كثرت مكارمه عن التعدادِ

  ولحمزة سبق إلى طرق الهدى ... يرويه كل أخي تقى وسدادِ

  والله ما بيني وبين محمد ... إلا امرؤ هاد نماه هادِي

  وأنا الذي عاينتمو أحواله ... فكفى عيانكم عن استشهادِي

  وهي طويلة قطعنا منها الأول والآخر، وذكرنا هذه النكتة.

  فهذا كما ترى أيها الفقيه مذهبنا مسنداً إلى أبينا وجدنا وعمنا وأمنا؛ فنعم الأب، ونعم الجد، ونعم العم، ونعم الأم، ونعم الذرية الزكية التي لم تقر الضيم ولم تنتهر لعظم حال المعادي، بل خاضوا الحتوف، وناطحوا حد السيوف، ولولا قيام قائمهم لقد خرجت طواغيت هذه الأمة وعفاريتها عن حد الحشمة في رفض الإسلام، ولكن كلما قام قائم تستروا وتشددوا بالتمسك بظاهر الدين، كما في الرواية أن يحيى بن عبدالله # لما قام لبس هارون الصوف، وافترش اللبود، وأظهر النسك، ونفى الملاهي، وأمسك عن الشرب، فلما انقضت أيام يحيى بن عبدالله # عاد إلى سيرته الأولى.

  وأجناس هذا من القوم كثير في بدء ظهور هذه الدعوة النبوية أظهر إمام المسودة شيئاً من العدل بعد تناهيه في الجور، وكف عن بعض المنكرات التي تظهر.

  وكذلك هؤلاء الجند الذين بإزائنا⁣(⁣١) صاحت صوائحهم في مدنهم، وحِوَاء محاطهم برفع المسكرات، وخففوا ذلك في صنعاء، ولم يصح صيَّاحهم على جاري عادتهم من إرادة الخروج فهي جارة للسلطان، وما هذا عندنا بقليل؛ فالحمد لله الذي جعلنا رجوماً للشياطين، وحتفاً لأعداء الدين:

  أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع


(١) أراد # الغز (الأيوبيين).