كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فائدة في تعريف الخوارج ومن يلحق بهم]

صفحة 346 - الجزء 2

  الآخر في علي: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» فنحن قائلون به ومعتقدون له، ومن أبغض علياً أو واحداً من أهل بيته الطاهرين ممن لم يغير ولم يبدل فهو ملعون في الدنيا والآخرة.

  قوله [أي الفقيه]: وكذا الحديث الثاني في وصية النبي ÷ بحب علي # وأن من أبغضه عذبه الله ø؛ فحديث نقول به ونعتقد صحته، وما يبغضه من هذه الأمة إلا الخوراج الذين أشقاهم الله تعالى».

  فالجواب: أن قوله في الخبر الأول: «فيه ما فيه» إن كان من قِبَل شك في طريقه أو في متنه فكان يذكر ذلك لكي يقع الجواب عنه، على أن الفقيه قد فسره بالخبر الثاني وهو أن باغض علي # منافق، بعد إنكاره معرفة معنى الخبر.

  وأما دعواه أنه محب له # فليته كان حقاً فنفْعُه إن صدق له، وضره إن كذب عليه؛ لأنه قد جمع محبة علي # ومن حاربه وقاتله، سيما من لم يعلم له توبة كمعاوية اللعين وحزبه أجمعين؛ لكنه إن أضرب عن ذلك فالتوبة مقبولة.

  وأما قوله في أهل البيت $ إنه يحب من لم يغير ولم يبدل.

  فالجواب أن نقول: هل قد صح للفقيه تغيير علي وتبديله أم لا؟! فإن قال باستقامة علي # فقد قضى بلعنه معاوية، وكان يصد عنها فأوقعه الحين فيها؛ لأنه قال: من أبغضهم فهو ملعون، وبغض معاوية وعداوته لهم تعلم ضرورة، وقد كان يلعن علياً # وأجراه سنة، عليه وزرها وحوبها إلى يوم القيامة، وعلى الفقيه جزاء الذبّ عند نزول الطامة، ولأن ورع الفقيه في باب المحبة أورده على سوء الظن بالعترة الزكية بغير ما علم بحالهم ولا خبرة لهم.

[فائدة في تعريف الخوارج ومن يلحق بهم]

  وأما حديث الوصية بمحبته # وأن الفقيه قال: «لا يبغضه إلا الخوارج».

  فالجواب: أن أصل الخوارج هو من عرف الكل من أهل النهر، ثم من خرج على إمام الحق أو صوب من خرج عليه أولاً وآخراً فهو لاحق بهم اسماً وحكماً،