كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[اختلاق الفقيه لأحاديث فيمن أبغض أبي بكر وعمر وعثمان والرد عليه]

صفحة 348 - الجزء 2

  فالجواب: أن قوله: «من أبغضهم فهو ملعون» إن أراد أن ذلك في ألفاظ الأخبار - فلم نعلم صحة هذه اللفظة التي هي اللعنة، وإن كان قد ورد ما يدل على معناها.

  وإن أراد أن مع كثرة فضائلهم وما ورد فيهم من النبي ÷ وما جرى من سوابقهم - فالجواب: أنا قد قدمنا وكررنا ما يقتضي أن بقاء ما يستحقونه هم وسواهم ممن ليس بمعصوم من الإجلال والتعظيم والترضية والترحيم مبني على أنهم لم يأتوا بما يحبط ذلك من الكبائر الموقعة في النار، قال سبحانه وتعالى في هذا المعنى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ٢٣}⁣[الفرقان]، شبهه سبحانه بالهباء الذي لا ينتفع به لما أحبطوا طاعتهم فصاروا لا ينتفعون بها؛ فبيِّن أنت البقاء على تلك الحال ليسلموا من هذه الأخطار والأهوال، وكان هذا أنفع لك من مقابلة فضيلة بفضيلة، ووسم الفضيلة بكونها رذيلة، والمطالبة بتصحيح ما تعرفه أنت وخصمك، والتطويل فيما ليس عليه تعويل.

  فإن قلت بما ذكرنا، فما الأمان لك مع ما أقدموا عليه من الخلافة، والترقي


= نصرانياً): ابن المغازلي في مناقبه (ص ٥٢) رقم (٧٥) والسمهودي في جواهر العقدين (ص ٢٦٧)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٣٧٠)] وأخرج هذا الأخير أحمد في مسنده من عدة طرق بلفظ: (بعث يوم القيامة ... إلخ)، وكذا هو بلفظ: «بعث يوم القيامة» في (مناقب ابن المغازلي) تمت.

وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ} ... إلخ [الأحزاب: ٥٧]، تمت.

وأخرج الكنجي عن مصعب بن سعد بن مالك عن أبيه سعد قال: قال رسول الله ÷: «من آذى علياً فقد آذاني»، وأخرجه الحاكم عن عمرو بن شاس الأسلمي، وصححه هو والذهبي. تمت.

ومن حديث رواه الحاكم أبو القاسم عن علي عنه ÷: «من آذى شعرة منك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فعليه لعنة الله». وروى أيضاً عن أم سلمة عنه ÷ قال لعلي: «من آذا ك فقد آذاني». تمت من (شواهده).

وحديث «فعليه لعنه الله» رواه الحاكم في (تنبيه الغافلين) والزرندي في (الدرر) عن زيد بن علي عن آبائه عن علي بلفظ: «لعنة الله وملائكته مليء السماء وملئ الأرض». انتهى.