[إيراد الفقيه لبعض فضائل أبي بكر]
  ثم هل نحن نستحق بفعل ذلك الثواب أم هو تفضل؟ فإن كان حقاً وجزاء على الطاعة رغبنا في ذلك، وإن كان غير واجب بل له تعالى أن يفعل ذلك، وأن لا يفعل، فما الأمان من أن يعذب من فعل ما أمرته به، ويثيب من فعل ما نهيته عنه؟
  على أن الفقيه يدعي هاهنا أنه شيعي، قال: لأنه مشايع ومتابع، وكثيراً ما تهجن الفرقة الجبرية بمن ينسب إلى التشيع.
  وعلى أنه ذكر أنه سني واحتج لذلك بأن كل فرقة اختصت باسم إذا اشتهرت به وذكر الخوارج والشيعة، ولم يذكر نفسه فيهم هنالك بل جعل نفسه في فرقة سواهم، وهاهنا قال: هو لا ينكر فضل علي وأن شيعة علي من شايعه وتابعه، ومن خالفه فليس بشيعي.
[إيراد الفقيه لبعض فضائل أبي بكر]
  وأما قوله [أي الفقيه]: «وحدثنا محمد بن الحسين الآجري بالسند المتقدم، قال: حدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز، قال: حدثنا حاتم بن الليث الجوهري، قال: حدثنا معلى بن أسد العمي، قال: حدثنا هلال بن عبد الرحمن الأزدي، قال: حدثنا علي بن زيد، وعطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق ¥ قال للنبي ÷ لما كان ليلة الغار: دعني فلأدخل قبلك فإن كان شيء كان بي، فدخل أبو بكر ¥ فالتمس الغار بيده وشق ثوبه، فكلما رأى جحراً في الغار ألقمه ثوبه، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع، وبقي جحر منها فوضع عقبه عليه، وقال: يا رسول الله ادخل الغار، فدخل رسول الله ÷ فلما أصبح قال: يا أبا بكر أين ثوبك؟(١) فأخبرته بما صنعت، فرفع
(١) قال ¦ في التعليق: ظاهر هذا أن النبي ÷ لم يشعر بما فعله أبو بكر إلاَّ الصبح. وسيأتي للفقيه حديث يفيد أن رسول الله ÷ رأى جحراً فخشي منه حتى منعه من النوم، فسأله أبو بكر: ما لك؟ فأخبره فقام أبو بكر فسد الجحر بعقبه. وليس فيه ذكر ثوب ولا تعداد الجحر؛ وهذا مناقضة. والحديث الآتي: في آخر الجزء الثالث عند الكلام على حديث خيبر.
=