[اعتراف أئمة المجبرة ببطلان مذهبهم]
  أما تقدمها فلأن الخطاب للمكلف إما أن يكون وهو قادر؛ فقد وجدت القدرة قبل الفعل، وإن كان غير قادر حالة الخطاب كان تكليفه(١) تكليف ما لا يطاق، وهو قبيح على ما قدمنا وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
  ومتى كان قادراً حالة الخطاب فلا بد من وقت يسمع فيه الخطاب، ثم ينظر فيه ليعرف ما تعلق به، إيجابٌ أو ندب، أو إباحة أو حظر، ثم يفعل عقيبه، فلهذا قلنا: لا بد من تقدم القدرة، وأنها غير موجبة؛ لأنها قد وجدت ولا فعل(٢).
(١) قال ¦ في التعليق: ومما يدل على أن القدرة غير موجبة للمقدور قول الله تعالى في تبيان المتخلفين عن رسول الله ÷: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ٤٢}[التوبة]، ولا يخلو إما أن يكون المعنى إنهم لكاذبون في أنه لا استطاعة لهم على الخروج بل لهم استطاعة فلم يخرجوا، أو أنهم لكاذبون في حلفهم على الخروج لو كانت لهم استطاعة، وأن الله يعلم منهم أنهم لا يخرجون ولو حصلت لهم استطاعة، وعلى كلا المعنيين فقد ثبت عدم الخروج مع القدرة عليه، ولا يعقل أمر آخر يتوجه التكذيب إليه، وهذا مما يقطع شغب المجبرة الأشاعرة، ولا محيص لهم عنه إلا بتكذيب الله، أو بالتحريف لكلامه، وقد استدل بهذه الآية الإمام الهادي إلى الحق في كتابه المسترشد. انتهى من التخريج للمولى العلامة نجم العترة الحسن بن الحسين الحوثي أيده الله.
(٢) قال ¦ في التعليق: وممَّا يدل على أن القدرة غير موجبة للمقدور قول الله، تعالى، في شأن المتخلفين عن رسول الله ÷: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ٤٢}[التوبة]، فأكذبهم الله، ولا يخلو إمَّا أن يكون المعنى {إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} في أنه لا استطاعة لهم على الخروج، بل لهم استطاعة فلم يخرجوا.
أو «إنهم لكاذبون» في حلفهم على الخروج لو كانت لهم استطاعة، وأن الله يعلم منهم أنهم لا يخرجون ولو حصلت لهم استطاعة، وعلى كلا المعنيين فقد ثبت عدم الخروج مع القدرة عليه، ولا يعقل أمر آخر يتوجه التكذيب إليه، وهذا ممَّا يقطع شغب المجبرة الأشاعرة ولا محيص لهم عنه إلاَّ بتكذيب الله أو بالتحريف لكلامه، والحمد لله.
وقد استدل بهذه الآية الهادي إلى الحق # في كتابه (المسترشد)، ذكره شارح الأبيات الفخرية. وكذا المرتضى أخو الرضي. تمت.
[اعتراف أئمة المجبرة ببطلان مذهبهم]
وقد شهد على الأشعرية إمامهم الجويني حيث قال في (البرهان): الذهاب إلى أن التكليف حال =