كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية الإمام لأحاديث في ذم القدرية والمرجئة]

صفحة 396 - الجزء 2

  [٣] ومن ذلك ما يبلغ به محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله ÷: «يكون في آخر هذه الأمة قوم يعملون بالمعاصي ويقولون هي من الله تعالى، الراد عليهم كالشاهر سيفه في سبيل الله».

  [٤] وفي روايته الأخرى عن جابر، قال: قال رسول الله ÷: «يكون في آخر الزمان قوم يعملون بالمعاصي، ثم يقولون هذا بقضاء الله وقدره، الراد عليهم كالمشرع سيفه في سبيل الله».

  [٥] ومن ذلك بهذا الطريق عن الحسن، قال: قال رسول الله ÷: «لن يلقى العبد ربه بذنب أعظم من الإشراك بالله، وأن يعمل بمعصيته ثم يزعم أنها من الله تعالى».

  [٦] ومن ذلك بهذا الطريق عن مكحول، عن أبي هريرة: أن رجلاً من خثعم قال: يا رسول الله، متى يرحم الله العباد؟ فقال: «يرحم الله العباد ما لم يعملوا بالمعاصي؛ فإذا عملوا بالمعاصي ثم قالوا: هذه من الله انتزعت منهم الرحمة انتزاعاً» ثم قام إليه رجل آخر، فقال: يا رسول الله، أيضل العبد وهو يقرأ كتاب الله؟ قال: «نعم» قال: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: «إذا عمل بالمعاصي ثم قال: هذا من الله، فإذا كان ذلك القول فقد طبع الله على قلبه بذلك القول»، وعنه مثله بلا تفاوت.

  [٧] ومن ذلك ما يبلغ به أنس بن مالك وحذيفة أن رسول الله ÷ قال: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي، لعنهما الله على لسان سبعين نبيئاً: القدرية والمرجئة» قيل: يا رسول الله، من القدرية؟ قال: «الذين يعملون بالمعاصي ثم يقولون هي من قبل الله» قيل: ومن المرجئة؟ قال: «الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل».

  [٨] ومن ذلك ما يبلغ به أنساً، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «سيأتي قوم يعملون بالمعاصي ويقولون هي من الله؛ فإذا رأيتموهم فكذبوهم