كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية الإمام لأحاديث في ذم القدرية والمرجئة]

صفحة 398 - الجزء 2

  إلي بالمعاصي، خيري إليك منزل، وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته»⁣(⁣١).

  [١٤] وبإسناده إلى شيخ من بني خثعم، قال: أتيت أنس بن مالك أسأله عن مسألة فسمعته يذكر عن النبي ÷ ما في آخر الزمان من الشدة والظلم، قال: «فإذا كان ذلك نشأ نشؤ يعملون بالمعاصي ثم يقولون إنها من الله، عليهم تحق اللعنة، وعليهم تقوم الساعة».

  [١٥] وبإسناده إلى علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن النبي ÷ أنه قال: «فإذا حاصرتم أهل حصن وأرادوا أن تنزلوهم على حكم الله فلا تنزلوهم على حكم الله وأنزلوهم على حكمكم فإنكم لا تدرون تصيبون حكم الله أم لا».

  [١٦] وعن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبدالله، عن أبيه، قال: سألت رسول الله ÷ عن تفسير (سبحان الله) فقال: «تنزيه الله من كل سوء».

  [١٧] وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «ينادي مناد يوم القيامة: أين خصماء الله ø؟ فتقوم القدرية».

  [١٨] وبه عنه: قال: قال رسول الله ÷: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين خصماء الله ø؟ - وهم القدرية -».

  وقد بينا فيما قبل أنهم خصماء الرحمن حيث يقولون: ربنا خلقت فينا المعاصي وتعذبنا على ما خلقت فينا، ولو خلقت فينا الطاعة لكنا مطيعين فلا ذنب لنا بما فعلت فينا، كما لا ذنب لنا في صورنا وآلاتنا.

  وهم شهداء الزور؛ لأنهم يشهدون للمجوس بهذا المذهب، وقد روي أنهم عند شهادتهم هذه ينادون: هؤلاء خصماء الرحمن، وشهود الزور، ويخرج من


(١) قال ¥ في التعليق: رواه الإمام أبو طالب بسنده إلى علي بن موسى الرضا ... إلخ السند. تمت.