كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قصة الشامي مع أمير المؤمنين]

صفحة 400 - الجزء 2

[قصة الشامي مع أمير المؤمنين]

  [١] فمن ذلك: ما روي بالإسناد المتقدم قبل هذا بلا فصل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - سلام الله عليه - وقد سأله الشيخ الشامي عن مسيره إلى الشام أكان بقضاء وقدر؟ فقال #: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قطعنا وادياً ولا علونا تلعة إلا بقضاء وقدر)، فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي ما أرى لي من الأجر شيئاً، فقال #: (بلى أيها الشيخ، قد عظم الله لكم الأجر على مسيركم وأنتم سائرون، وعلى منصرفكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين، ولا إليها مضطرين) فقال الشيخ: فكيف والقضاء والقدر ساقانا وعنهما كان مسيرنا؟ فقال علي # للشيخ: (لعلك ظننت قضاء لازماً، وقدراً حتماً، لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد، والأمر من الله والنهي، ولما كانت من الله محمدة لمحسن، ولا مذمة لمسيء، ولما كان المحسن بثواب الإحسان أولى من المسيء، ولا المسيء بعقوبة الإساءة أولى من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان، وجنود الشيطان، وخصماء الرحمن، وشهود الزور، وأهل العمى عن الصواب في الأمور، هم قدرية هذه الأمة ومجوسها، إن الله أمر تخييراً، ونهى تحذيراً، وكلف يسيراً، ولم يعص مغلوباً، ولم يطع مكرهاً، ولم يرسل الرسل هزلاً، ولم ينزل القرآن عبثاً، ولم يخلق السماء والأرض وعجائب الآيات باطلاً، {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ٢٧}⁣[ص])⁣(⁣١) فقال الشيخ: ما القضاء والقدر الذي ما وطئنا


(١) قال ¦ في التعليق: وروى هذا الخبر الشيخ أبو الحسن البصري في كتاب (الغرر) عن الأصبغ بن نباته، وفيه ذكر البيتين الأولين ذكره شارح (نهج البلاغة).

وأخرجه ابن عساكر عن محمد بن زكريا العلابي عن عكرمة قال: (لما قدم علي من صفين قام إليه شيخ فقال: أخبرنا عن مسيرنا أكان بقضاءٍ وقدر ... إلخ) تمت (شرح تحفة).

وليس فيه ذكر الأبيات لكن النثر نحو ما هنا.

ورواه في (نهج البلاغة) بلفظ: (ويحك؛ لعلك ظننت قضاءً لازماً وقدراً حاتماً، ولو كان كذلك لبطل =