كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بطلان دعوى الإجماع على إمامة أبي بكر]

صفحة 432 - الجزء 2

  صحة لها ولا ثبات؛ لأنه إما أن يدعي ذلك الإجماع عن الصحابة قولاً أو فعلاً.

  فإن ادعى ذلك قولاً، وأن كل واحد منهم نطق بإمامة أبي بكر نطقاً عرف منه؛ فقد كابر وادعى ما قد ظهر بطلانه، ومن الذي نَقَل إليه عن كل واحد منهم القول بذلك، هكذا مع إطباق العترة الطاهرة المرضية من أهل البيت $ على أن أمير المؤمنين # ومن كان على رأيه لم يبايعوا في ذلك الوقت، ثم عند بيعتهم ما بايعوا عن رضا، ولم يسلموا الأمر عن طوع لا قولاً ولا فعلاً، وإجماعهم حجة لما في آية الاجتباء، وما روينا بالإسناد الصحيح عن النبي ÷ من قوله: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» على ما يأتي تحرير الدلالة في ذلك بما يسر الأولياء، ويكبت الروافض الأشقياء.

  وإن ادعى إجماع الصحابة على البيعة فعلاً، وأن كل واحد منهم مد بيده للبيعة كان في المكابرة كالأول؛ فإن المشهور أنه بايعه نفر قليل حضروا السقيفة⁣(⁣١)، ثم حملوا الناس على الاتباع لهم بالشدة والعنف، وجرت هنالك أمور لو تقصيناها لطال الكتاب، واتسع الخطاب، وإن كان لا بد من ذكر شيء


(١) قال ¦ في التعليق: وسيأتي ذكر تخلف بني هاشم وبعض من المهاجرين والأنصار، والتهدد بإحراق بيت فاطمة، وأنه لم يُسَلِّم علي إلا بعد موت فاطمة، وأن سعد بن عبادة لم يبايع إلى أن مات. وقول فاطمة &، ونسبتهم إلى الظلم، وقول علي كذلك، وتجرمه، وروايات عن عمر بإقراره لعلي بالأمر، وغير ذلك ممَّا يقضي بعدم الرضا بإمامة أبي بكر، تجد ذلك في المجلد الثاني، والله الموفق. تمت.

قال شارح الأساس: والمتخلفون عن السقيفة هم علماء الصحابة وأعيان الأمة وأهل الورع؛ منهم أمير المؤمنين علي #، وعمه العباس، وجميع بني هاشم، والزبير، وسلمان، والمقداد، وعمار، وأبو الدرداء، وأبو ذَّر، وعبدالله بن مسعود، وخالد بن سعيد بن العاص، وأبو الهيثم ابن التيهان، وأُبَي بن كعب، وسهل بن حنيف، وأبو أيوب الأنصاري، وحذيفة، وبلال بن حمامة، وكذلك أسامة ومن معه، وسعد بن عبادة وابنه قيس؛ فأين الإجماع؟! ومن شاء طالع كتب التواريخ. انتهى.

وحديث الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر قيامه بالأمر، قال شارح الأساس أحمد بن محمد الشرفي |: رواه الإمام أحمد بن سليمان، والهادي إلى الحق، والقاسم بن إبراهيم #. تمت.