[طريق رواية المؤلف (ع) للجمع بين الصحاح الستة]
  عبد العزيز بن خلف، عن أبي داود تلميذ أبي عمرو الداني، وسمع على أبي عمر يوسف بن عبدالله بن عبد البر النميري عن سعيد بن نصر، عن قاسم بن أصبغ، عن محمد بن وضاح، عن يحيى، عن مالك المصنف.
  قال: وطريق رواية صحيح مسلم: فإنه سمعه عن الفقيه حسين بن علي الطبري، عن عبد الغافر بن محمد الفارسي، عن محمد بن عيسى الجلودي، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري المصنف.
  قال: وطريق رواية صحيح السنن لأبي داود: فإنه سمعه على الشيخ إبراهيم بن عمر البصري، عن القشيري، عن القاضي أبي عمرو الهاشمي، عن أبي علي اللؤلؤي، عن أبي داود السجستاني المصنف.
  قال: وأما طريق رواية الترمذي: فإنه سمعه عن الشيخ الإمام أبي الحجاج يوسف بن علي القضاعي، عن صاعد بن سيّار الهروي، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن عبد الجبار بن محمد المروزي، عن أبي عيسى الترمذي المصنف.
  قال: وأما طريق رواية صحيح النسائي الكبير فناوله إياه عيسى بن أبي ذر مناولة، فهذه طريق روايته لهذه الصحاح الستة، قال: وهي أيضاً طريق روايتنا لها من طريق أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري الراوي المصنف.
  فكل ذلك رويناه عن الفقيه الأجل بهاء الدين المقدم ذكره في أول السند، عن شيخه علي بن محمد بن حامد الصنعاني، عن يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد البطريق الأسدي الحلي، وهذا الشيخ - أعني يحيى بن الحسن - يروي ذلك عن جميع هؤلاء الشيوخ المذكورين في أول كل تصنيف من هذه التصانيف.
  فهذه الطرق التي وصلنا بها إلى رواية ما نرويه عن هذه الكتب التي قد صارت أئمة لأكثر الأمة، وعن هؤلاء الشيوخ المرتضين عند فقهاء العامة، بل هم أصولهم وأمهم التي يرجعون إليها، وما كان يجب علينا هذا في شِرْعة أهل العلم وجاري عاداتهم في تصانيفهم وعلومهم وفتاويهم.