كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول آيات الوعيد وإبطال شبهات الفقيه]

صفحة 60 - الجزء 3

  فلم يورد من ذلك إلا ما وَضح سبيله، وصدق فيه قيله.

  وأما اعتلاله –بزعمه - على أن محبهم يستحق الثواب بمجرد المحبة، مع الإصرار على الكبائر - فلم يقل به أحد ممن يعتمد في هذا الباب، وإنما المراد في الأول: «من مات على حب أهل البيت مات تائباً»، معناه: وفقه الله تعالى ببركة محبتهم للتوبة.

  ووجه آخر: أن من أحبهم مع توبته كانت مقبولة صحيحة، ومن مات وهو مبغضهم لم يمت تائباً توبة مقبولة، أو لم يوفق لها لبغضهم $، ولا توبة لمن لا يحبهم، ولو بلغ في الانقطاع كل نهاية، وليس هاهنا خروج من العموم، بل هو تفسير لمعنى الخبر في التوبة.

  وفي الثاني: «من مات على حب أهل البيت مات مغفوراً له» معناه مثل الأول: أن من كَمَّل طاعته بمحبتهم غفر له، ومن مات مبغضاً لهم وله مثل الجبال حسنات فهو في النار.

  وفي الثالث: «من مات على حب أهل البيت مات مستكمل الإيمان» فهو مثل الأولين، أن إيمانه لا يكمل إلا بمحبتهم $ وليس المراد أنه مستكمل الإيمان بمجرد المحبة، لكن من شروط كمال الإيمان محبتهم.

  وأما قوله: «فعلمت أن لفظة (من) يراد بها الخصوص ..» إلى آخره.

  فالجواب: أنَّا باقون على أن المراد بها العموم، وهذا المعلوم من أهل اللسان، وعليه دل البرهان، وإنما الذي احتيج إليه هو تفسير الخبر لا غير، وكان يرد سؤاله لو حملت (من) على أن محبهم يكون من أهل الجنة ولو أقام على المعاصي، وترك الواجبات، وذلك لا يقول به إلا من لا يُعْتَمد عليه أو يُعتَد بقوله، مثل الغلاة والمفوضة والباطنية، ومن شابههم، فإنا متى حملناها على أن محبهم يوفق للتوبة، وتكمل الطاعات بمحبتهم، إلى غير ذلك، فهذا عام في من هذا حاله.

  اللهم إلا أن يقول الفقيه - لغزارة علمه -: إنه يكمل إيمان من أبغضهم، أو