كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول آيات الوعيد وإبطال شبهات الفقيه]

صفحة 61 - الجزء 3

  يدخل الجنة من أبغضهم، أو تصح توبة من أبغضهم، إذا تاب من المعاصي أجمع، ومن أعظمها بغضهم.

  فإن قال بذلك دخل لفظة (من) للتخصيص، وإن كان مراد الفقيه ذلك فليس ببدع، ولأن المحبة عندنا لا تصح إلا بالاتباع، ومتى لم يقع اتباع لم تخلص⁣(⁣١) محبة، ومتبعهم⁣(⁣٢) فلا بد أن يتمسك بشرائع الإيمان، وأن من ادعى محبتهم من مرتكبي الكبائر، فهو كاذب في دعواه.

  تَعْصِيْ الإلهَ وَأَنْتَ تَأْملُ حُبَّهُ ... هذا مَحَالٌ في المَقَالِ بَدِيْعُ

  هَيْهَاتَ لَوْ أَحْبَبْتَهُ لأَطَعْتَهُ ... إنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيْعُ

  وإنما ساء في محبة آل محمد ÷ اعتقاده فيهم، وهم أعلى من ذلك، روينا عن النبي ÷ ما رواه عن ربه: «خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم» و «شيعتنا رعاة الشمس والقمر» رويناه⁣(⁣٣) مرفوعاً؛ فتأمل معاني الحديث والإلزام، وما أخالك كذلك، ولكنه يذم أهل البيت $ وما ذمه لمن مدحه الله، شعراً:

  قَدْ قِيْلَ إنَّ الإلهَ ذُو وَلَد ... وَقِيْلَ إِنَّ النَّبِيَّ قَدْ كَهَنَا

  لَمْ يَسْلَمِ اللهُ مِنْ بَرِيَّتِهِ ... ولا نَبِيُّ الهُدَى فَكَيْفَ أَنَا


(١) تحصل (نخ).

(٢) متبعهم: مبتدأ، وقوله: (فلا بد ... إلخ) الخبر، ودخول الفاء على الخبر على مذهب الأخفش وهو ظاهر. تمت من الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٣) قوله: رويناه مرفوعاً، أراد الإمام بقوله: رويناه مرفوعاً الخبر القدسي وهو إلى قوله: «وخلقت شيعتكم منكم» رواه الإمام الأعظم زيد بن علي في المجموع.

وأما قوله: «وشيعتنا رعاة الشمس والقمر» فهو أثر عن الإمام زيد بن علي فسره الإمام الناصر الأطروش بأنهم أهل المراقبة للصلوات في الأوقات أو كما قال. انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.