كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تأويل الخروج من النار]

صفحة 135 - الجزء 3

  وأما حمله الخبر على استحقاق النار، فسمى الخروج عن استحقاقها خروجاً منها، وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «وأعجب من هذا قوله [أي محيي الدين]: كما ورد ذلك في مواضع من الأخبار مفصلاً، واستبعاده⁣(⁣١) لذلك، وإلحاق من ادعى ذلك بمتابعة المدعين للنبوة، بل بإبليس اللعين».

  فالجواب: أن ما قاله من التأويل صحيح عند من عرف الأخبار، واستكشف الآثار، فقد روينا عن المشائخ الفضلاء، حسام الدين الحسن بن محمد الرصاص، ومحيي الدين محمد بن أحمد القرشي، وعفيف الدين حنظلة بن الحسن، عن القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى - رضوان الله عليه - وهو يروي عن القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن بن أحمد الكني | وهو يروي بطريقه عن الشيخ أبي القاسم ناجية بن محمد بن عبد الجبار التيمي، في كتاب الإرشاد الذي انتخبه للشيخ الإمام الزاهد طاهر بن الحسين بن علي السمان ¦ ابن أخ الشيخ أبي سعد الزاهد السمان، يرفعه إلى من يبلغ به أبا الأحوص، عن عبدالله بن مسعود، قال: بينما رسول الله ÷ في بعض أسفاره، إذ سمع منادياً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله ÷: «على الفطرة» فقال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ فقال رسول الله ÷: «خرج من النار».

  وبهذا الإسناد عن قتادة، عن صاحب له، عن علقمة، عن عبدالله بن مسعود، قال: بينما نحن مع رسول الله ÷ إذ سمع منادياً ينادي: الله أكبر الله أكبر؛ فقال النبي ÷: «على الفطرة» ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ فقال: «خرج من النار».

  وقوله ÷: «خرج من النار» يعني خرج عن حكم أهل النار، وعن


(١) الضمير عائد على فقيه الخارقة.