كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه أن الإمام لا يحفظ إلا اللفظ دون المعنى والرد عليها]

صفحة 156 - الجزء 3

[دعوى الفقيه أن الإمام لا يحفظ إلا اللفظ دون المعنى والرد عليها]

  وأما قوله: «قال القدري: وأما ما نفث به [أي فقيه الخارقة في رسالته الأولى] من القول الشنيع، أن من حفظ اللفظ دون المعنى، وترك الائتمار والانتهاء، وزعم أنه خليفة وأنها دعوى ... إلى آخر كلامه.

  فالكلام عليه في ذلك: أنه⁣(⁣١) سلك مسلكه المعهود في رسالته، من إساءة الظن بالأئمة $ منا ومن آبائنا الكرام، حماة سرح⁣(⁣٢) الدين، وسلالة النبيين، وشحاك⁣(⁣٣) المعتدين، من غير خبر منه ولا اختبار، ولا علم بشيء من الأحوال، وما يعتمد عليه من الأقوال والأفعال، وذلك منه خبط في عظيم الخطب، وكان الواجب عليه أن يبين ما الذي انتقده، ويعين ما استبعده، من شروط الإمامة فينا أو في آبائنا $، أو شيء منها، أو من السيرة الشريفة إن كانت عنده في ذلك معرفة، ثم يتبعه بالحجة الملزمة ما رام إلزامه، وأما بمجرد السب والدعوى، فتلك طريقة ما سبقه إليها أحد من العلماء، بل أكثر في رسالته من هذا الجنس، فكان السكوت به أولى، وأسلم في الآخرة والأولى.

  فالجواب وبالله التوفيق للرشاد: أنا قد جَمَّلْنا إمامه بقولنا: حفظ اللفظ دون المعنى، وإلا فقد استدل بآيات من كتاب الله ø في رسالته، لم نجد لفظها فضلاً عن معناها، ولم نسيء الظن به، ولا ابتدأناه بشيء من تلقاء أنفسنا، حتى قَصَدَنا برسالته، ونَدَبَنا إلى إجابة دعوته، وأن نعتقد ظلم الصحابة ¤،


(١) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.

(٢) قال في النهاية في مادة (سرح) في حديث (أم زرع) له إبل قليلات المسارح؛ المسارح: جمع مسرح، وهو الموضع الذي تسرح إليه الماشية بالغداة للرعي، يقال: سرحت الماشية تسرح، فهي سارحة، وسرحتها أنا لازماً ومتعدياً، والسرح: اسم جمع وليس بتكسير سارح، أو هو تسمية بالمصدر. انتهى. وفي القاموس: السرح المال السائم. انتهى.

(٣) شحك الجدي، كمنع: جعل في فمه الشحاك ككتاب وهو عود يعرض في فمه يمنعه من الرضاع. تمت قاموس.