[دعوى الفقيه أن الإمام لا يحفظ إلا اللفظ دون المعنى والرد عليها]
  وعجز علي # عن حقه، وإكراهه على بيعته، ومن آذى أصحاب النبي ÷ فقد قصد له بالأذى ÷، فقد نسبهم هذا الرجل إلى ما ليس هم له أهلاً، وظن أنا نعرف له مع ذلك فضلاً، ونجيب دعوته ونراها حقاً وعدلاً.
  وهيهات فمن دون ما رامه سناناً ونصلاً(١)، وتذهب النفوس على محبتهم موتاً وقتلاً، ومن علم علماً ثم سكت عند ظهور البدع؛ فقد استحق من الله لعنته، وإدخاله ناره وحرمانه جنته(٢).
  وأما آباؤه الكرام، فمن كان منهم على دين النبي ÷ واعتقاده، وجبت على كافة المسلمين محبته، ولزم عليهم إن دعا إلى حق إجابته، ومن أبغض أحداً من أهل البيت الطاهرين، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
  ثم قال: وأما قوله [أي محيي الدين]: فكان الواجب عليه أن يبين ما الذي انتقده من شروط الإمامة، ومن السيرة الشريفة، فأما(٣) الإمامة فقد احتججنا على بطلان إمامته، واستدللنا للعباسي وانتهضنا لإقامة حجته، وأما سيرته فقد سارت بها الركاب(٤)، وحدثت من الظلم والجور بالعجب العجاب، وأخبرت أن له عدلاً لا يجاوز شفتيه، وخلقاً حسناً، وتواضعاً يريد به استمالة القلوب إليه».
  فالجواب: أما قوله لنا: «إنا قد جملنا إمامه بقولنا: حفظ اللفظ دون المعنى»؛ فهذا تجميل كما قيل في المثل: ليت من شفاعتك لي لم أجدك؛ ثم ومن أولى بمعرفة المعاني من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، ومختلف
(١) نصب سنان ونصل لحن من الفقيه فهما مرفوعان. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #. السنان: نصل الرمح وكل ما يسن عليه السكين وغيره. النصل: حديدة الرمح والسهم والسكين.
(٢) قال ¦ في التعليق: سبحان الله؛ لَمّا حنق الفقيه رجع إلى مذهبنا في شمول الوعيد للفاسق وإلى الخلود؛ بحكمه بإدخاله ناره وبحرمانه جنَّتة.
(٣) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٤) الركاب: الإبل المركوبة.