[ذكر أنواع الإعتقادات]
[ذكر أنواع الإعتقادات]
  ثم قال: «قال القدري: وأما إنكاره أن يكون ما اعتقد يسمى تبخيتاً؛ فلا(١) وجه له؛ لأن التبخيت هو الهجم على الشيء بغير دليل، كمن يعتقد مثلاً أن جبريل في السماء الدنيا في وقت مخصوص، فما الذي يمنع مما قلنا، لولا قلة التحصيل، ومحبة التهويل والتطويل، بغير تحصيل.
  قال: وقوله [أي فقيه الخارقة]: إنه لو قال توخياً لكان صواباً، فهو(٢) قول فاسد، فإن التوخي ترجيح أمر على سواه، فهو معنى مناف للتبخيت الذي قصدنا عليه في موضعه من الكلام.
  ثم قال: فأقول والله المعين: أما ما ذكر من التبخيت، وأنه الهجم على الشيء بغير دليل، فلم أجد ذلك في اللغة، فإن وجد ذلك في اللغة فليظهره، وليستدل عليه، فإني لا أسلم له ما ذكر.
  وأما قوله [أي محيي الدين]: إن التوخي هو ترجيح أمر على سواه، فكلام(٣) صحيح، غير أنه تنوع من التقدير إلى التخمين، ليس بتحقيق ولا يقين، وعلى هذا بنى إمامه رسالته».
  فالجواب: أن التبخيت أحد أنواع الاعتقادات، فإنها تنقسم إلى علم وجهل وتقليد وتبخيت، وهو التخمين أيضاً عند أهل الأصول، وفرقوا بينها بما يتميز بعضها عن بعض، فالعلم: اعتقاد الشيء على ما هو به مع سكون النفس، والجهل نقيضه، وهو: اعتقاد الشيء لا على ما هو به، والتقليد: قبول قول الغير بغير حجة، فيجعله كالقلادة في عنق المتبوع، والتبخيت: هو اعتقاد الشيء على حالة، وإن لم يعلم هل هو عليها أم لا، مأخوذ من البخت، وهو ما يحصل للإنسان ويجده من خير وشر، من غير قصد منه ولا علم، وهو معنى قولنا
(١) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.
(٢) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.
(٣) بداية كلام فقيه الخارقة.