كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه النقص في كلام الإمام والرد عليها]

صفحة 171 - الجزء 3

  سواهم؛ فأولاد العباس وغيرهم من سائر البطون خارجون عن هذا الباب، فلم يقم الفقيه ولا أهل ملته بمتابعة النبي ÷ في إجابة واعية عترته.

[دعوى الفقيه النقص في كلام الإمام والرد عليها]

  ثم قال: «قال القدري: وأما قوله [أي فقيه الخارقة في رسالته الأولى]: إن كلامه # ناقص، حيث وعد بتبيين الزيدية من هم، ثم قال: لأنه لم يتقدم ذكرهم؛ فهذا⁣(⁣١) منه جهل أو تجاهل، لأنه ما كالم⁣(⁣٢) من بدء الأمر إلا الزيدية، فوجب تصحيح هذه اللفظة، والمراد بها، وذكر سببها؛ إذ كان ذلك كالمعهود لما ذكرنا، فليتدبر ما قال، فهو يغنيه عن سب الرجال، وهو كالمعهود فيها، وشواهد هذا في اللغة العربية التي ادعيت معرفتها، وأنت من دعواك على مثل ليلة الصدر⁣(⁣٣) الذي ذكرت في خارقتك، فقلت على مثل ليلة القدر، وقد ظننا أنك أردت الصدر فمنع السهو، ولكن لم تستح فيستحى منك، وذلك أكثر من أن يحصى، ويكفيك منها قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}⁣[القدر]، ولم يتقدم للقرآن الكريم ذكر.

  ثم قال: فأقول: قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}⁣[القدر]، وإن كان لم يجر للقرآن فيها ذكر فلقد جرى ذكره في سورة سواها، ولو كانت هذه السورة أول ما نزل من القرآن، ولم يجر للزيدية ذكر في أول رسالة صاحبك، ولا علم من قصد بالخطاب، حتى يعود الكلام عليه».

  فالجواب: أن مورد الرسالة عالم بأنه يكالم زيدياً، وأن مخاطبه زيدي المذهب، وما خفي عليه هذا الانتماء، وإنما أحب الاشتغال بما يكثر شغله، وتقل فائدته، وقد جرت عادة العلماء أن يقع الكلام في مقدمات المسائل، ثم يتبعون ذلك بالمقصود والمراد الدلائل.


(١) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.

(٢) كالم: خاطب.

(٣) الصَّدَر –محركة -: اليوم الرابع من أيام النحر. تمت قاموس.