كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام المنصور بالله # على انتقادات الفقيه في أخطاء الكتابة]

صفحة 227 - الجزء 3

  أردت أنه جمع ريح فذلك جمع غير صحيح، وإن أردت سوى ذلك فبينه، وإن كان لك غور⁣(⁣١) فيه فأوضحه.

  ومن ذلك كتابتك: «فاسأل به خبيراً» بحذف الألف التي بعد الفاء، من أين يجوز لك ذلك في قولك: «فسأل»، إنما يقال: اسألْ وأسألُ، ولا يقال: سألْ إلا إذا كان فعلاً ماضياً، ولا مدخل للفعل الماضي هاهنا يجوّز ذلك، إلا أن تريد به السيل، فلقد ملت غاية الميل.

  ومن ذلك قولك: «لا فائدة ولا جدوى»، ولا مدخل للجدوى⁣(⁣٢) هاهنا، لكنك قد بليت من جهلك بالعمى.

  ومن ذلك روايتك للخبر الذي رويته عن أنس عن النبي ÷ أنه قال: «ما من نبي إلا وقد أعطي دعوة مجابة» ولم يرو الخبر هكذا، لكنك ممن عن طريق الصواب غوى، وممن في الضلالة تردى، وهو لعمري إن القلم قد يزل، والخاطر قد يكل، نقدت ما لا تُجِد نقده، وتعاديت في ذم من لا يحسن ذمه، فلو خِفت في بعض عثراتك، وتتبعت في اليسير من زلاتك.

  ومن ذلك كتابتك: «يمحوا ذلك من وجوههم» ولم تفرق بين واو الاعتلال وضمير الجمع، ولا وافقت في القياس ولا السمع، بل جهلت ما عرفه الأكثرون، وعميت عما رآه المبصرون، وغويت عما سلك المهتدون.

  ومن ذلك أنك كررت ذلك في أشياء كثيرة، وكذلك قولك: «وسنورد عن الحسن حديث مسنداً»؛ فلحن في قوله: «حديث»، فإن اعتذر بأنه اسم ما لم يسم فاعله، فلم نصب مسنداً؟ وإن جعله على حاله، فلم رفع الحديث؟ فليخلص نفسه من حديث، فلقد هوى في المهالك، لعظم جهله أوعر المسالك.

  ومن ذلك قوله: «إن بشر بن المعتمر من شيوخ المعتزلة مثل الطبيعيين» فماذا


(١) الغور: من كل شيء قعره وعمقه يقال: سبر غوره: تبين حقيقته وسرَّه. تمت معجم.

(٢) هي لغة: العطية.