[بحث في بيان الباطنية، وبيان حد الظاهر]
  لهم، فقد استدللنا على بطلان قولك هذا، وعلى أنك الجبري القدري، فلا تتشبع بما لا تملك، ولا تلحق ما لا تدرك؛ فمن تشبع بغير ما ملك فقد ظهر خسرانه وهلك».
  فالجواب: أنه قد أقر بأنه علم عند إيراد مذهبه أنه ليس بجواب، وما ذكر من مقابلة مذهب بمذهب؛ فإنه مصادرة بغير المطلوب، وما ادعى بأنه عقبه به من حجة وهو متابعة علي # لأبي بكر وعمر وعثمان، فهذا ستجد الكلام فيه مستقصىً عند مسألة الإمامة إن شاء الله، وقد قدمنا منه طرفاً.
  وأما قوله: «فقد استدللنا على بطلان قولك هذا، وعلى أنك الجبري القدري».
  فالجواب: أنا قد أوضحنا أنه أحق بهذين الاسمين، وما يتبعهما من الأحكام بأدلة واضحة.
[بحث في بيان الباطنية، وبيان حدِّ الظاهر]
  ثم قال: «قال القدري: وأما تأويله لقول الإمام: اعلم أن الظاهر من مذهبهم تقديم علي، وقوله فيه(١): فظاهره يدل على أنهم في الباطن يعتقدون تقديم أبي بكر وعمر، وأن ذلك هو الحق إلى آخر ما سطره - فهو تأويل على غير الوجه الصحيح؛ لأن مراد الإمام # بالظاهر هو المعروف المتيقن المشهور، الذي لا تناكر فيه ولا اختلاف، وليس هو # ممن يقول بباطن يستره، لا يدل عليه دليل، ولا يلجي إليه ملج؛ لأن ذلك مذهب الباطنية، الذين يحملون الألفاظ على ما لا تحتمله حقيقة اللغة أو العرف أو الشرع، ولا المجاز، بل يراعون أعداداً قد نمقوها في ترتيب مذهبهم، تتعلق بالإمامة وتوابعها، ووضعوا لها أسماء تخرصاً منهم وإفكاً، وجمعاً بين الأمور بغير وجه جامع،
(١) أي قول الفقيه في رسالته الأولى المسماة الدامغة ..