كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الفقيه أولى بشبه اليهود لبغضه أهل البيت (ع)]

صفحة 247 - الجزء 3

  الفقيه فلا تمسكه الحبال ولا القيود، ولا يقف عند الحدود، لأنه يصلح للشعراء أشعارهم، كما فعل في شعر الضرير التنوخي، على أنه قال: قد قال فيه:

  وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ

  فاستضعفه لمغيبه، ولما أصابه في بصره، ولعدم علمه، فأصلح له سقط الزند، الذي نقده أشد النقد، وتأمله العلماء من قبل ومن بعد، وهو قوله:

  فوا عجباً كم يدعي الفضل ناقص ... ويا أسفا كم يظهر النقص فاضلُ

  وليس ذلك بأعجب من تتميمه للأنبياء آثارهم، وقال: الخبر ناقص، وتمامه كذا وكذا، فصارت زيادته والحال هذه نقصاناً، وربحه خسراناً.

  ولا بدنا نسير قولنا وقوله إلى أئمة مذهبه، وعلماء مقالته، انتصاراً منه في إظهار خزيه، واشتهار نقصه، عند من أوهمه أنه قد انتصر له فخذله، ورفعه فوضعه؛ لأن مثله ممن يرتكب ما ارتكب عار على أهل الإسلام، فضلاً عن فرقته.

[الفقيه أولى بِشَبَهِ اليهود لبغضه أهل البيت (ع)]

  ثم قال: «قال القدري: وأما تشبيهه لهم باليهود، فهو لا محالة لسوء ظنه بالمؤمنين وأولياء الله الصالحين، وحبه للتبجح بما يخالف الدين؛ أليق⁣(⁣١) بذلك وأولى، لرفضه الأئمة الهادين $، وعداوته لهم بشهادة نصين جليين.

  أحدهما: قوله ÷: «من حاربني في المرة الأولى، وحارب أهل بيتي في المرة الآخرة، كان من شيعة الدجال» وشيعة الدجال هم اليهود، كما وردت به الأخبار المسندة.

  والثاني: قوله ÷: «من أبغضنا أهل البيت، حشره الله يوم القيامة يهودياً» فالذي أردت أن تُلزمه خصمك وهماً، قد لزمك قضاء وحكماً؛ فصرت كالباحث عن حتفه بظلفه، وقد قال الله تعالى في مثل طريقته هذه، وهو أصدق


(١) خبر (فهو) في السطر السابق.