[الفقيه أولى بشبه اليهود لبغضه أهل البيت (ع)]
  القائلين: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ١٨٨}[آل عمران].
  فأقول وبالله التوفيق: أما قوله لرفضه الأئمة الهادين، وعداوته لهم، فلست أرفض، ولا أعادي، إلا من خالف النبي ÷، وذريته الطاهرين، وقد بان وظهر بما قلنا؛ أن هذه الفرقة القدرية: مخالفون للنبي ÷، ولعلي #، وللحسن، وللحسين، ولعلي بن الحسين $، ولمن كان على طريقتهم».
  فالجواب: أنه يكفي في جوابه أنا قد بينا بما تقدم أذيته للإمام، وأنه من السلالة الطيبة، فكيف يقول: إنا مخالفون للنبي –عَلَيْه وآله أفضل الصَّلاة والسَّلام - ولأولاده، بغير دليل ولا برهان، ويدع ما صرح به من نسبته(١) # تارة إلى الباطنية الملحدة، وتارة إلى اليهود إخوان القردة.
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «ثم زادوا على الخلاف، حتى صاروا يدعون إلى بدعتهم، وإلى متابعة ملتهم، فنبغضهم لأجل هذا».
  فالجواب: أنهم امتثلوا قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥]، وقد دعونا إلى سبيل ربنا بالحكمة، بخلاف ما دعا، لاعتقاده خلق الله تعالى للكفر والزندقة، وأنه سبحانه يريد ما وقع من الإلحاد فيه، والكفر به، وتكذيب أنبيائه، وجميع ما يقع من القبائح، والشِّنَع والفضائح، وأنا قد دعونا بالموعظة الحسنة.
  ثم ها أنت قد أقمت القيامة، وآذيت الخاصة والعامة، وتقحمت الهاوية في تنزيه معاوية، تريد نفي الخطأ عن هؤلاء المذكورين، وهم ممن يجوز عليه الخطأ، بل قد ركب الكفر، كل هؤلاء قد كفر برب العالمين، وجعل له أنداداً بسجوده للأصنام؛ فكيف تضيف ما نزهتم منه المخلوقين إلى رب العالمين؟
(١) من نسبته: أي نسبة الفقيه للإمام عبدالله بن حمزة #.