[دعوى الفقيه مخالفة المتأخرين من الذرية للمتقدمين والرد عليها]
[دعوى الفقيه مخالفة المتأخرين من الذرية للمتقدمين والرد عليها]
  ثم آذى المتأخرين من الذرية بقوله: «خالفتم المتقدمين، قال: في الأصول والفروع»، وقد بينا له الحكم في الفروع، بما يعلمه جميع العلماء، وتمقته إن تعداه.
  وأما الأصول فلم يسبقه إلى نسبة خلافهم لآبائهم فيها أحد، ولكن أين المزية إذا لم يخالف الجميع؟ وقد بينا له السند لمذهبنا من طريق آل الحسن $ بعد أن ذكرنا له قول علي # في المشائخ والإمامة بما في بعضه كفاية.
  وذكرنا أخذنا لمذهبنا بطريق تشفي المرضى، لشرف المذكورين فيها من الفضلاء، منا إلى أبوينا محمد وعلي –سلام الله على أرواحهما، وعلى الطيبين من آلهما -.
  فلنذكر له من طريق آل الحسين $ مذهبهم فيما ذهبنا إليه، وقد ذكرنا له كلام المتقدم منهم؛ لاستحالة أن يأخذ المتأخر إلا عنه، ولأنه قد نص على المتقدم وفضله، وذكر أن الآخر مخالف له، فإذا كان مذهب الأول مذهب الآخر فما بقي معه إلا الإصلات(١) مع إمامه معاوية، والصبر على ما ينتهي إليه، وليس المواساة إلا بهذا، المرء مع من أحب، وليس له إلا ما اكتسب، هذا رويناه عن أبينا رسول الله ÷ بالإسناد الموثوق به(٢).
(١) الإصلات: المُضي.
(٢) قال ¦ في التعليق: وقد مر ذكر من أخرجه، وكذا شواهده، في حاشية الجزء الأول [وكذا مر تخريجه في الجزء الأول]. وأخرج الفقيه العلامة محمد بن يوسف الكنجي عن عبدالله قال: (قلت: يا رسول الله؛ المرء يحب القوم ولم يلحق بهم؟ فقال ÷: «المرء مع من أحب».
وأخرج عن عبيد بن عمير عن قتادة اللَّيثي قال: قال رجل: يا رسول الله، رجل يحب المصلين ولا يصلي إلا قليلاً، ويحب الصائمين ولا يصوم إلا قليلاً، ويحب المتصدقين ولا يتصدق إلا قليلاً، ويحب المجاهدين ولا يجاهد، وهو في ذلك يحب الله ورسوله والمؤمنين؟ قال: «هو يوم القيامة مع من أحب». وقال أبو عمر بن عبدالبَّر: عبيد بن عمير: رأى النبي ÷ فيكون على شرط الشيخين. وقال في الحديث الأول: هو مخرج في الصحيحين من حديث أنس. تمت من مناقبه (¦).