كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث حول حديث: «من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا»]

صفحة 251 - الجزء 3

  في اعتقاده، وتابعاً له وسالكاً طريقته، فمن أبغضه كان عليه هذا الوعيد، ومن كان منهم على العكس من هذا، فمن أحبه وتابعه فقد أبغض النبي ÷ وخالفه».

  فالجواب: أن الفقيه لا يجد بداً من الاعتراف بفضل أهل البيت $؛ لأنه لو لم يقل بذلك لذمه الخاص من الأمة والعام، ولكنه سلك طريقة خفية على العوام لم يخرج بها نفسه عن محبتهم، وسلوك طريقتهم $، وهو أنه يحترز في المحبة لهم، بأن يقول: من كان قائلاً منهم بالحق، ومراده الاعتقاد لإمامة أبي بكر وعمر وعثمان! وهذا لا يصح لأحد منهم $، فهو إذاً لا يحبهم؛ لأن هذا حكم الشرط والمشروط، أن يثبت الحكم بثباته ويزول بزواله، وإلا خرج عن كونه شرطاً.

  وقد دل الدليل على بطلان إمامة الثلاثة، ودل الدليل على صحة إمامة علي # بلا فصل، وقد كرر الفقيه هذا الكلام بألفاظ مختلفة، عند ذكر أهل البيت $، وهو يظن أن ذلك يخفى على ذي لب.

  وما يضره أيها الفقيه العلامة، إذا لم يتابع النبي في اعتقاده، وكان موافقاً لله تعالى في مراده، فكيف يصح تباين المرادين على مذهبك الفاسد، والمرادات كلها لله تعالى إن أراد فعل إرادة النبي، وإرادة إبليس، وإرادة الموالف للنبي ÷، وإرادة المخالف، الكل لله تعالى على مذهبك مراد، وفعل واحد إرادة ومشيئة، فانظر أين تركت نفسك.

  وقد تكرر كلامه أنه يحب أهل البيت، من لم يخالف النبي، وعنده أنه لا يوافق النبي ÷ إلا من وافقه في مذهبه، وعند خصمه أن من وافقه في مذهبه خالف رب العالمين، ونبيه الأمين، والأئمة الهادين –سلام الله عليهم أجمعين - لما ذكرنا من الأدلة والبراهين.