كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقدمة لوالدنا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #]

صفحة 18 - الجزء 1

  يا بن علي بن أبي طالب ... قم فانصر الحق على الباطل

  ومنها:

  وادعُ فعندي أنها دعوةٌ ... كاملة في رجل كامل

  ومن قصيدة له إليه:

  سلالة أحمدٍ مولى البرايا ... وقائدها وهاديها الرشيد

  وأعظمها على الأعداء ركناً ... وأصبرها إذا قرع الحديد

  ولما امتلأ الجامع المقدّس بالعلماء والفضلاء وأعيان الناس؛ قام الأمير شمس الدين يحيى بن أحمد خطيباً ومن كلامه: يا جميع المسلمين؛ إنّا قد أَطَلْنا خبرة هذا الإمام، وشهدنا بفضله وأنه أحقّ الناس بهذا المقام، وقد تعيَّنت علينا وعليكم الفريضة، ولزمت الحجة؛ فهلّموا فبايعوا الإمام، واستبقوا إلى شرف هذا المقام.

  ثم تقدّم ومدّ يده الكريمة فبايع الإمام، ثم تقدّم صنوه الأمير بدر الدين شيخ آل الرسول محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ¤ فبايع، ثم تتابع المسلمون على البيعة كافّة، ونفذت دعوته إلى الحجاز، وأقيمت الجمع في ينبع وخيبر وكانت الحقوق تصل إليه من تلك الجهات على الاستمرار.

  ووصل إليه جماعة من الأشراف للجهاد في سبيل الله، وكانت غوائره تصل إلى نواحي تهامة، واستقام على طاعته كثير من جهاتها، واستولى على مأرب وحريب ونجران بعد أن دوّخ بالحرب أقطارها، وطهّر بالسيف أوزارها، واستقرّ أمره في نواحي مذحج، وصُلِّيَتْ فيها الجُمَعُ، ووجَّه دعاته إلى نواحي جيلان وديلمان فبايعوا له هنالك، وجرت فيها الأوامر الإمامية على الوجه الذي جرت عليه في اليمن، وانتظم له أمر اليمن ونجران والحجاز وجيلان وديلمان، وكتب دعوته إلى ملك خوارزم على يدي السيد العالم فخر الدين يحيى بن إسماعيل فقرأها ووهب للسيد مالاً جليلاً، وكان هو وأهل بلدته من المحقّقين في العدل والتوحيد.