كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

فصل في ذكر ما ورد في فضل أهل البيت $ عامة، وفضل علي # خاصة عليهم جميعا الصلاة والسلام

صفحة 172 - الجزء 1

  بقراءتي عليه بها، قال: أخبرنا علي بن محمد بن حاجب قراءة عليه، قال: حدثنا محمد بن الحسين الأشناني، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، قال: حدثنا يحيى بن سالم، عن أبي الجارود، عن يحيى بن يعمر الخراساني، عن ابن مسعود، قال: إن لهذه الأمة فرقة وجماعة، فجامعوها إذا اجتمعت، فإذا افترقت فارقبوا أهل بيت نبيكم، فإن سالموا فسالموا، وإن حاربوا فحاربوا، فإنهم مع الحق والحق معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه.

  وبه قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثني أبي القاضي أبو علي المحسن بن علي بن محمد بن أبي القاسم التنوخي ¦ قال: حدثني أبو عبدالله عبد الرحمن بن أحمد بن عبدالله بن زيد الختلي الحافظ في المذاكرة، قال: كنتُ أجمع حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فلما ظننتُ أنني قد فرغتُ منه جلست ليلة في بيتي والسراج بين يدي، وأمي في صفة حيال البيت الذي أنا فيه، وابتدأتُ أنظم الرقاع وأصفها، فحملتني عيني، فرأيتُ كأن رجلاً أسود قد دخل علي بِهُرْدي⁣(⁣١) نار، فقال: تجمع حديث هذا العدو لله، أحرقه وإلا أحرقتك، وأومى بيده إليَّ بالنار، فصحتُ وانتبهتُ، فغدت إليّ أمي وقالت: ما لك؟ ما لك؟ فقلتُ: مناماً رأيته، وجمعت الرقاع ولم أعرض لتمام التصنيف، وهالني المنام، وعجبت منه، فلما كان بعد مدة طويلة ذكرتُ المنام لشيخ من أصحاب الحديث كنتُ آنس به، فقال: حدثني فلان، عن فلان، فذكر إسناداً لستُ أقوم على حفظه، ولا كتبتُ عنه في الحال: أن عمرو بن شعيب هذا لما أسقطَ عمر بن عبد العزيز من الخطب على المنابر لعن أمير المؤمنين # قام إليه عمرو بن شعيب - وقد بلغ إلى الموضع الذي كانت بنو أمية تلعن فيه علياً # فقرأ مكانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}⁣[النحل: ٩٠]، فقام إليه عمرو بن شعيب - فقال: يا أمير


(١) سيف يلمع. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.