[بيان أن متأخري العترة على سنن المتقدمين]
  كرماء؛ فأي خيم(١) أشرف من خيمهم؟ وأي عزائم أمضى من عزائمهم؟
  وفي مقدور الفقيه أن يقول: عزائمي وخيمي، وهذا دأبهم حتى يرد الله تعالى إليهم أمرهم عاجلاً، وإن تكن الأخرى فما عند الله خير وأبقى، وكيف يلذ لهم النوم، وأبوهم الليث الأغر مات مظلوماً، وأمهم الزهراء ماتت غضبانة، وأوصت أن تمرض سراً، وأن تدفن ليلاً.
  أَتَمُوتُ البَتُولُ غَضْبَى ونَرْضَى ... ما كذا يَفْعَلُ البَنُون الكِرَامُ(٢)
[بيان أن متأخري العترة على سنن المتقدمين]
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «ولعمر الله لإن سلمنا ذلك للمتقدمين، فلسنا نسلمه لمن يشير إليه من المتأخرين؛ لأن كثيراً من سنة النبي ÷ رواها العترة المتقدمون، فكذَّب بها المتأخرون».
  فالجواب: أن هذا تصريح منه بالبغضة لمتأخري العترة على غير ذنب ولا جنية، بل ذلك دليل على ما يكنه للجميع من البغض؛ لأنها ذرية بعضها من بعض.
  ولما قال ذلك روينا له في كتابنا هذا قول المتقدمين من آبائنا، مضبوطاً بالإسناد الصحيح، أما طريق بني حسن فَمِنَّا بنفوسنا إلى الحسن #، وأما كلام آبائنا من ولد الحسين # فسردناه عن الحسين إلى جعفر بن محمد @.
  ولولا خشية التطويل لجعلنا ذلك دفاتر كثيرة، وفيما ذكرناه كفاية لمن أنصف، وإنما أراد به عداوة من تقدم من أهل البيت ومن تأخر، وظن أن الأشياء مهملة،
(١) الخِيم: السجية والطبيعة والأصل. تمت معجم.
(٢) هذا البيت للشريف الإمام العلامة، عُلَي بن عيسى بن حمزة بن وهاس الحسني، الذي ذكره صاحب الكشاف في خطبة كتابه هذا، وهو الذي حثه على تأليف الكشاف، كما حث القاضي شمس الدين زيد بن الحسن البيهقي | على الخروج إلى اليمن لنصرة الحق.
توفي الشريف عُلي سنة نيف وخمسين وخمسمائة، وترجمته بأبسط من هذا في شرح الزلف ص (١٣٢) ط (٣)، وعُلَيّ بالتصغير. انتهى. أفاده الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.