كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أهل البيت (ع) من حيث مكانتهم وأنواع المضار التي نزلت بهم]

صفحة 313 - الجزء 3

  القتلى المفقودون من جند بني العباس في دعوته مائتي ألف قتيل، وفي أيام علي⁣(⁣١) بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد الناجم بالبصرة مائتا ألف وخمسون ألفاً، وقيل تناهت القتلى إلى ألف ألف، وفي أيام الحسن⁣(⁣٢) بن زيد # ما لم يتأت لنا حصره.

  وقتل الناصر الأطروش⁣(⁣٣) # يوم نورود⁣(⁣٤) خمسة وعشرين ألفاً في يوم واحد، ثم قال على منبر آمل: آهٍ آهٍ في الصدر حزازات لم يشفها قتلى نورود، قالوا: يا ابن رسول الله ما تبغي وعلى من تبكي؟

  فقال: أبكي لقوم هلكوا في الحبوس، ولقوم فرق بين أجسادهم والرؤوس، ولقوم مزقوا تحت أديم السماء.

  فهذه أنواع المضار نزلت بأهل هذا البيت، فما ترى بعدها من الضرر؟ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، بل خاضوا في بحار السيوف قدماً، حتى ماتوا


(١) قال الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # في كتاب التحف ص (٨٧): وكان ظهور علوي البصرة في أيام المهتدي العباسي وهو الرابع عشر من بني العباس، وعلوي البصرة هو: علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي السجاد بن الحسين بن علي، ولم يرتض أهل البيت سيرته، سلطه الله على ظلمة بني العباس قتل من جنودهم مائتي ألف وخمسين ألفاً. وقيامه سنة ست وخمسين ومائتين.

وأشار إليه مولانا حفظه الله في قصيدته المسماة (عقود المرجان) بقوله:

وانصب سوط عذاب ناجمنا ... فأذاقهم كأساً من المر

دارت بهم أسيافه مائتا ... ألف ونصف النصف للقفر

أفناهم واسأل ملاحمه ... تنبئك عما عد في النفر

انتهى من ديوان الحكمة والإيمان ص (١٩).

(٢) الحسن بن زيد: ذكره الإمام المنصور # في الجزء الأول من هذا الكتاب، وذكره الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # في التحف ص (١٦١) ط (٣).

(٣) الناصر الأطروش: ذكره الإمام المنصور # في الجزء الأول من هذا الكتاب، وذكره الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # في التحف ص (١٨٤) ط (٣).

(٤) يوم نورود: ذكره الإمام المنصور # في الجزء الأول في قصة الإمام الناصر الأطروش.