[حديث المبيت على الفراش]
  قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، فقال علي #: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي الله ÷: «لا» فبكى، فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك ليس بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي».
  قال: وقال رسول الله ÷: «أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة».
  قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي #.
  قال: ودخل المسجد جنباً وهو طريقه، وليس له طريق غيره.
  قال: وقال: «من كنت مولاه فإن علياً مولاه».
[حديث المبيت على الفراش]
  وروينا من هذه الطريق يبلغ به الثعالبي قال في تفسيره زيادة على ما تقدم في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}[البقرة: ٢٠٧]، قال: إن رسول الله ÷ لما أراد الهجرة خلّف علي بن أبي طالب # بمكة لقضاء ديونه، ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه ÷ فقال له: يا علي تسج ببردي الحضرمي الأخضر، ونم على فراشي، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله ø» ففعل ذلك #.
  فأوحى الله ø إلى جبريل وميكائيل @: أني قد آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة؛ فأوحى الله ø إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمد، فبات على فراشه ليقيه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه؛ فنزلا، فكان جبريل # عند رأسه، وميكائيل عند رجليه @ فقال جبريل: بخٍ بخٍ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة؛ فأنزل الله تعالى على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي بن أبي