كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام الإمام في الرضي جامع نهج البلاغة]

صفحة 378 - الجزء 3

  فالجواب: أن قوله: لم ينقل أن علياً # نازع في الإمامة نقلاً صحيحاً، فهذا بناء من الفقيه على أن الصحيح ما نقله هو وأهل مقالته، وهو الذي أجاز الكذب، فما الذي يؤمن أن يستعمله في أخباره سنداً ومتناً، وقد قال في كلامه: إنه لا يقبل قول أهل التواريخ؛ ثم قال بعد ذلك: إنه لا يقبل قول صاحب نهج البلاغة؛ فلقد نهمت وقرمت⁣(⁣١) في بغضة أهل البيت وعداوتهم، وما تضر إلا نفسك.

[كلام الإمام في الرضي جامع نهج البلاغة]

  ألم تعلم أن الرضي⁣(⁣٢) من خلصان الزيدية، ونسيج وحده في المعرفة، وإنما كان القائل بقول الإمامية أخوه المرتضى، بل هو نسيج وحده في علومهم، ولكن جهله بالعترة $ أقوالاً وأحوالاً حمله على ما ارتكب، وهو عذر غير مخلص، وأن أهل العلم كافة قبلوا الأخبار وأسند بعضهم عن بعضهم مع الاختلاف بينهم في ذلك، ولم يردوا إلا رواية الخطَّابية الذين شَارَكْتَهُم في جواز الكذب، قُلْتَ: لدفع الضرر عن نبي وما شاكل ذلك!.

  وإذا لم نتقبل أخباره # عن ذريته فمن يؤمن عليها⁣(⁣٣)، لولا ذهاب اللب


(١) قرم إلى اللحم: اشتدت شهوته إليه. تمت معجم.

(٢) قال الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في التحف شرح الزلف ص (١٣٨) ط (٣): السيد الإمام علم أعلام البيت النبوي الشريف الرضي الموسوي - صاحب نهج البلاغة والمجازات النبوية، وتلخيص البيان في مجازات القرآن وغيرها - أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين السبط. المتوفى سنة ست وأربعمائة عن ستة وأربعين عاماً، وقال مولانا وشيخنا حفظه الله تعالى أيضاً في لوامع الأنوار ص (٤٤٩) ط (١)، ص (٥٦٠) ط (٢): وحاله - أي الشريف الرضي - في آل الحسنين أشهر من براح، وأنور من فلق الصباح لذي عينين، وقد أثنى عليه السابق من أئمة العترة واللاحق.

(٣) قال ¥ في التعليق: قال ابن أبي الحديد بعد أن ذكر الفرق بين كلام علي وبين كلام غيره وأتى بخطبة العسقلاني ليتميز الكلام الأصل من المولَّد ... إلى قوله: وإنما ذكرت هذا لأن كثيراً من أرباب الهوى يقولون إن كثيراً من (نهج البلاغة) كلام محدث، وربما عزوا بعضه إلى الرضي أبي الحسن =