[حديث المناشدة من ثلاث طرق]
  أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان بقزوين، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن الحسن بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن محمد بن ربيعة بن عجلان، عن معاوية بن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع، قال: لما جمع عمر أصحاب الشورى وهم ستة فيهم علي بن أبي طالب #، فلما دخلوا انفرد كل واحد منهم بصاحبه يناجيه، وقام عبدالرحمن بن عوف إلى علي # فخلا به، فقال له عبدالرحمن: يا أبا الحسن ما تقول؟ تقوم بهذا الأمر بعهد الله وميثاقه، على أن تسير سيرة رسول الله ÷ وعلى أن تعمل بكتاب الله وسنة نبيه، وعلى أن لا تأخذك في الله لومة لائم؛ قال: فقال علي #: أما أن أكون أعطيكم أيماناً فذاك ما لا يكون أبداً ولَلَّه أجل في عيني، وأهيب في نفسي، وأعظم في صدري من أن أعطيكم ما ذكرت، رغبة فيما أنتم فيه، وهذا الذي ذكرت من غير أيمان هو الواجب علي.
  ثم قال: أما والله إنكم لتعرفون مَنْ أولى الناس بهذا الأمر قديماً وحديثاً، وما منكم من أحد إلا وقد سمع من رسول الله ÷ ما سمعته، ووعى ما وعيته؛ ثم قال #: أفأسألكم بحرمة رسول الله ÷ لما إن صدقت صدقتموني، وإن كذبت كذبتموني، أنشدكم بالله هل فيكم أحد ... ثم نسق الحديث في المناشدة إلى آخره.
  وأنا أروي هذا الحديث الذي هو حديث المناشدة، بطريق أخرى، وأقتصر بحكاية المتن عليه وهو: ما أخبرنا به الفقيه الأجل الزاهد بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين الأكوع قراءة عليه، وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمسجد المدرسة بحوث، قال: أخبرنا علي بن محمد بن حامد الصنعاني اليمني بمكة حرسها الله تعالى في العشر الوسطى من شهر ذي الحجة آخر شهور سنة ثمان وتسعين وخمسمائة مناولة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن