كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من اعترف بحق أهل البيت (ع) من بني العباس]

صفحة 180 - الجزء 1

  قال أبو الفرج: واتفق أني لما وردتُ إلى باب عضد الدولة بالموصل في سنة ثمان وستين وثلاثمائة لزمتُ دار خازنه أبي نصر خرشيد بن يزديار بن مافنه؛ وكان يجتمع فيها في كل يوم خلق كثير من طبقات الناس، فحدثت بهذه الحكاية جماعة في دار أبي نصر، منهم القاضي أبو علي التنوخي | وأبو القاسم الحسين بن محمد الجناني، وأبو إسحاق النصيبي، وابن طرحان وغيرهم، فكلهم رد عليّ واستبعد ما حكيته على أشنع وجه غير القاضي أبي علي ¦ فإنه جوّز أن تكون هذه الحكاية صحيحة، وشيّدها، وحكى في معناها ما يقاربها.

  ثم مضت على هذه مديدة يسيرة، فحضرت دار أبي نصر على العادة، واتفق حضور أكثر الجماعة، فلما استقر بي المجلس سلم علي فتى شاب لم أعرفه فاستثبته، فقال: أنا ابن أبي القاسم بن أبان قاضي صور، فبدأتُ فأقسمتُ عليه بالله يميناً مكررة مؤكّدة، وبأيمان كثيرة مغلّظة محرّجة إلا صدق فيما أسأله عنه، فقال: نعم عندي أنك تريد أن تسألني عن المنام والضرير المذكِّر وميتته الطريفة؟! فقلت: نعم هو ذاك، فبدأهم وحدّثهم بمثل ما حدثتهم به فعجبوا من ذلك واستظرفوه.

  وبه قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبنك، قال: أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال: حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «لا نالت شفاعتي مَنْ لم يخلفني في عترتي أهل بيتي»، هذا الحديث الذي تممه فقيه الخارقة، ولم نستجز تمامه من عندنا خوفاً من رب العالمين.

  وبالإسناد عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «ويل لأعداء أهل