[كلام علي # في الناكثين، ونزول: {وإن نكثوا أيمانهم} فيهم]
  وقد وليتموني أموركم، وبايعني فيمن بايعني هذان الرجلان، وقد نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، فحدثتهما أنفسهما بالفرقة لهذه الأمة، وسوء نظرهما للعامة، انفروا رحمكم الله في طلب هذين الناكثين القاطعين من غد إن شاء الله تعالى).
  فما قام # مقاماً إلا وذكر أنه أولى بالأمر بعد رسول الله ÷، فأي بيان أوضح من ذلك لمن كان له رأي رشيد ونظر سديد؟ وبطل قول الفقيه: إنه لم يستدل بالخبر، وقوله: إذ كتم ما وجب عليه إظهاره؛ لأن ما ذكرنا يأتي على جميع ذلك لمن نظر بعين النصفة.
= تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} ... إلخ [الأحزاب: ٥٣]، قال: نزلت في طلحة، قال: (لئن مات رسول الله ÷ لأتزوجن عائشة). ورواه عبدالرزاق عن قتادة بلفظ: (قال رجل: لئن مات محمد ... إلخ).
ونحو هذا ابن مردويه وابن أبي حاتم عن ابن زيد، وأخرج عن السدي أن طلحة قال: ... إلخ. وروى الحاكم الحسكاني بإسناده إلى ابن عباس قال: (لَمّا نزل قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً} ... إلخ [الأنفال: ٢٥]، قال النبي ÷: «من ظلم علياً مقعده هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوءة الأنبياء قبلي». وروى عنه في الآية، فقال ابن عباس: (حَذر الله أصحاب محمد ÷ أن يقاتلوا علياً). وقد قال علي #: (والله لأُسَلِّمَنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا عليَّ خاصة).
كتب علي # إلى عائشة: (أما بعد: فإنك قد خرجت من بيتك عاصية لله ولرسوله محمد ÷ تطلبين أمراً كان عنك موضوعاً ثم تزعمين أنك تريدين الإصلاح بين المسلمين!، فخبريني ما للنساء وقود العساكر والإصلاح بين الناس؟! وطلبت كما زعمت بدم عثمان، وعثمان رجل من بني أميَّة وأنت امرأة من تيم بن مرة!، ولعمر الله؛ إن الذي عرضك للبلاء وحملك على المعصية لأعظم عليك ذنباً من قَتَلَةِ عثمان، وما غضبت حتى أُغضبت، ولا هجت حتى هيجت، فاتقي الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك، وأسبلي عليك سترك، والسلام). رواه الخوارزمي. تمت (تفريج).
روى عبدالوهاب الكلابي بإسناده عن الحسن بن الحسن البصري، قال: (رأيت طلحة والزبير بايعا علياً # عشيةً وهو على منبر رسول الله ÷). تمت من مناقبه.
وروى في (المحيط) بإسناده إلى ابن عباس، قال: (مرض علي فدخل النبي ÷ ليعوده فرأى طلحة عند رأسه والزبير عند رجله، فقال ÷: «اشتد عليكما مرض علي؟!» فقالا: سبحان الله؛ وكيف لا يشتد علينا مرض علي؟! فقال النبي ÷: «والذي نفسي بيده إنكما لا تخرجان من الدنيا حتى تقاتلاه وأنتما ظالمان».