[قول أهل الشورى لعلي #: بايع وإلا جاهدناك]
= لو أن علياً سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به، فقال علي: أكنت أَدَعُ رسول الله ÷ في بيته لم أجِنَّه، وأخرج أنازع الناس سلطانه. وقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما ينبغي له وقد فعلوا ما الله حسبهم به). تمت من (الكامل المنير) للقاسم بن إبراهيم #.
ورواه أبو بكر الجوهري بإسناده إلى الباقر #: (ان علياً حمل فاطمة على حمار ... إلخ).
قال ابن أبي الحديد: وقد روى كثير من المحدثين أن علياً عقيب يوم السقيفة تألم، وتَظَلَّم، واستنجد، واستصرخ، حيث ساموه الحضور والبيعة، وأنه قال وهو يشير إلى القبر: (يا ابن أم؛ إن القوم استضعفوني وكادوا أن يقتلونني، وأنه قال: وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم، وا حمزتاه ولا حمزة لي اليوم).
[قول أهل الشورى لعلي #: بايع وإلا جاهدناك]
وروى البلاذري في كتابه عن ابن الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف في إسناد له أن علياً لَمّا بايع عبدالرحمن بن عوف عثمان كان قائماً فقال له عبدالرحمن: (بايع وإلا فعلت كذا، وتهدده بالسيف، فخرج علي مغضباً، فلحقه أصحاب الشورى فقالوا له: بايع وإلا جاهدناك، فأقبل معهم يمشي حتى بايع عثمان). انتهى من شرح ابن أبي الحديد.
وروى قول أصحاب الشورى: عوانة عن الشعبي، وفيه قول علي #: (دقَّ الله بينكما عطر منشم) [قال ابن سلام في الغريب (٣/ ٤٢٥): قال - يعني الكلبي -: منشم امرأة من حمير، أو قال: - من همدان - وكانت تبيع الطيب فكانوا إذا تطيبوا بطيبها اشتدت حربهم فصار مثلاً في الشر].
قلت: ويشهد لهذا ما رواه إبراهيم الثقفي عن علي #، قال في خطبة له: (فصرفوا الولاية إلى عثمان، ثم قالوا: هلم فبايع وإلا جاهدناك)، وما يأتي ذكره في حاشية الجزء الرابع.
وروى أبو مخنف عن عمَّار أنه قال يعني بعد أن بويع عثمان: (يا معشر قريش؛ أين تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم، تُحوِّلونه هاهنا مرّة، وهاهنا مرّة؟!، أمَا والله ما أنا بآمن أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم، كما انتزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله، فصاحت قريش بعمَّار وانتهرته، فقال: الحمد لله، ما زال أعوان الحق قليلاً، وقال عمَّار ذلك اليوم هذا البيت:
يا ناعي الإسلام؛ قُم فَانْعِه ... قد مات عُرفٌ وأتى مُنكرُ
أمَا والله لو أن لي أعواناً لقاتلتهم، وقال لعلي: لإن قاتلتهم بواحد لأكونن ثانياً، فقال: والله ما أجد عليهم أعواناً ولا أحب أن أعرَّضكم لما لا تطيقون).
وروى عن المقداد الشريف المرتضى كلاماً يشبه كلام عمَّار وأنه أتى علياً فقال: (أتقاتل فنقاتل معك؟ فقال علي: فيمن أقاتل؟!). تمت من شرح (نهج البلاغة).
نعم، وما رواه المرتضى عن المقداد، وما رواه أبو مخنف عن عمَّار من الشعر وما بعده رواهما أيضاً عوانة في كتابه، عن الشعبي، انتهى شرح نهج.
نعم، وما رواه أبو مخنف عن عمار من قوله: (يا معشر قريش؛ إلى قوله: ما زال أعوان الحق أذلاء). ورواية =