كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه أن الإمام مقلد لمتأخري أهل البيت (ع) ومخالف لمتقدميهم والرد عليها]

صفحة 435 - الجزء 3

  جري منه على عادته في النزع⁣(⁣١)، لإظهار ما يبطنه من بغضهم، وتسمح باستعمال المين بدلاً من الصدق، وقد بينا له في رسالتنا هذه أن قول أهل البيت $ في مسائل الأصول قول واحد لا اختلاف فيه، وذكرنا عن جماعة من المشاهير الذين عينهم الفقيه من أقوالهم ما يدل على صحة ما حكينا عنهم، وزُوْرِ ما رماهم به من سيء مذهبه، وهم $ مع اتفاقهم في الأصول بحيث لم يختلفوا في مسألة واحدة، فقد أجمعوا على مسائل في الفروع.

  نذكر منها جملة يستدل بها العاقل أن الفقيه عدوهم أولاً وآخراً، وأنه إنما تجمل بذكر الأول والآخر آذاه، ولا غنى أن يعين الفقيه من الذي انقطع ما بينه وبين الأول من آبائي، بأن خالف سلفه بتقليد، لأنه فصل بين المتقدمين وبين المتأخرين، وهم معروفون بأسمائهم وآبائهم وأمهاتهم - سلام الله عليهم -، أقربهم مني حمزة بين سليمان - رضوان الله عليه -، وأنهاهم علي بن أبي طالب #، ومن هو متوسط بيننا وبينهم معروف غير منكر ولا مجهول.

  فأيهم تجعله أيها الفقيه منقطعاً عن سلفه الطاهرين، وقد ثبت أن إجماعهم $ حجة⁣(⁣٢) بما قدمنا ذكره، وسيأتي إعادة ما يحتاج إلى إعادته، من آية التطهير،


(١) النزع: يقال نزع يده من الطاعة: خرج منها وعصى. تمت المعجم الوسيط

(٢) قال ¦ في التعليق: فائدة تذكر هنا: من الأحاديث ما يقضي بكون إجماع العترة حُجَّة: قال الحسين بن القاسم في (شرح الغاية): وفي (صحيفة علي بن موسى الرضا) عن آبائه، إسناداً متصلاً إلى علي # قال: قال رسول الله ÷: «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها زخ في النار» [سبق تخريجه في الجزء الأول].

وفيها بالإسناد المتصل كذلك: «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي» [سبق تخريجه في الجزء الأول] وهو في (أمالي المرشد بالله)، و (جواهر العقدين) للسمهودي، مسنداً إلى سلمة بن الأكوع، وهو أيضاً في (ذخائر العقبى) بالإسناد إلى سلمة.

وفي (نهاية) ابن الأثير: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ في النار».

وفي (أمالي أبي طالب) بالإسناد المتصل إلى حنش الكناني يقول: (سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة: أيها الناس؛ أنا أبو ذر سمعت رسول الله ÷ يقول: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح =