[بحث في تقسيم سبب الخطاب وبيان متى يقصر الخطاب على السبب ومتى لا يقصر]
سواء كان بطريقة البيع أو بغيره، فذهب الأكثر من أصحاب الشافعي(١) إلى أن مثل هذا لا يقصر على سببه.
وذهب بعضهم إلى أنه يقصر على سببه الذي ورد فيه، فإلى هذا ذهب أبو بكر الفارسي، وكان ممن أخذ المذهب عن أبي القاسم البلخي(٢)، وهو من أصحاب أبي العباس(٣)، وله بسطة في أصول الفقه، وتقدم في العلم.
وأما أبو بكر القفال(٤) فإنه يخالفه في ذلك، ويذهب مذهب الباقين من أصحاب الشافعي من أنه لا يقصر على السبب الوارد فيه، وهذا قول أبي الحسن الكرخي(٥) ¦.
(١) قال الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # في التحف شرح الزلف ص (١٣٠) ط (٣): كان من دعاة الإمام يحيى بن عبدالله؛ محمد بن إدريس المطلبي الشافعي ¥ المتوفي: سنة ثلاث ومائتين، وهو من أجلّ أتباع آل محمد، وأهل الإخلاص في ولاية أبناء الرسول وهو القائل:
يا أهل بيت رسول الله حبكم ... فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم ... من لم يصل عليكم لا صلاة له
وقوله:
يا راكباً قف بالمُحَصَّبِ من مِنى ... واهتف بواقف حيفها والناهض
قف ثم ناد بأنني لمحمد ... ووصيه وابنيه لست بباغض
إن كان رفضاً حبُّ آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي
وأفعاله وأقواله في هذا الباب أكثر من أن تحصر.
(٢) البلخي: هو عبيدالله بن أحمد بن محمود الكعبي المعتزلي إمام معتزلة بغداد.
(٣) قال الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # في التحف شرح الزلف (ص ١٨٩/ ط ٣): الإمام أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن الإمام محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، العالم الحافظ الحجة شيخ الأئمة ووارث الحكمة، رباني آل الرسول وإمام المعقول والمنقول مؤلف النصوص وشارح المنتخب والأحكام وصاحب المصابيح.
(٤) أبو بكر القفال: هو محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي، هو أول من صنف في الجدل بين الفقهاء ومنه انتشر فقه الشافعي من وراء النهر، مات سنة (٣٣٦ هـ). انتهى من المنية والأمل (خ).
(٥) أبو الحسن الكرخي: عبيدالله بن الحسن بن دلال شيخ الحنفية بالعراق قال في طبقات الحنفية: رئيس الحنفية ببغداد كان صواماً قواماً صبوراً على الفقر، قال الإمام المنصور بالله #: ومنهم يعني في =