[لا يجوز قصر الظواهر والعمومات على الأسباب]
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»(١).
ومنها: في رواية أخرى عن ابن عباس أن النبي ÷ قال لأم سلمة: «يا أم سلمة، هذا علي لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى، يا أم سلمة، هذا أخي في الدنيا، وقريني في الجنة، تزول الجبال الراسيات ولا يزول عن دينه»(٢).
ومنها: أنه قال ذلك يوم خيبر، وذكر الصاحب الجليل(٣) كافي الكفاة أن
(١) قال ¦ في التعليق: وقد روى مؤلف (إقرار الصحابة) بسنده إلى أبي عُبيدة بن الجراح حديثاً وفيه محاورة النبي ÷ لفاطمة يوم أحد، قال: «يا فاطمة؛ أنت بضعة مني، وعلي مني بمنزلة هارون من موسى ... إلخ».
(٢) قال ¦ في التعليق: أخرج نحوه عن ابن عباس عبد الله بن طاهر، ورواه القرشي صاحب (المشكاة) بإسناده إلى ابن عباس، ورواه الفقيه حميد الشهيد عن ابن عباس كذلك، وأخرجه الكنجي عنه أيضاً.
وأخرج العقيلي نحوه عن ابن عباس بلفظ: «يا أم سَليم، إن علياً لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى». ورواه عبدالرزاق بن همام عن سَلَمَة بن كهيل عن ابن عباس، ذكره القاسم بن إبراهيم # في (الكامل).
وقد روى نحوه محمد بن سليمان الكوفي عن ابن عباس عن أم سَلَمَة، قالت: سمعت رسول الله ÷ يقول في علي قبل أن يموت بجمعة، وإن زاد فلا يزيد على عشرة أيام: «يا علي؛ أنت أخي في الدنيا والآخرة»، والحديث طويل، ومنه: «وهو مني بمنزلة هارون من موسى ... إلخ»، ومن المواطن التي فيها قول النبي ÷: «أنت مني بمنزلة هارون ... إلخ» الغزوة التي ألحَّ جعفر على النبي ÷ في أن لا يتخلف عنها كما في حديث (مجموع زيد بن علي #). ويؤيد ما قال الإمام من أنه قاله في مواطن كثيرة سؤال سعيد بن المسيب لسعد بن مالك لَمّا روى له قوله ÷ في علي: «أنت مني بمنزلة هارون ... إلخ». فقال لسعد: (أنت سمعت هذا من رسول الله ÷؟ فقال: نعم؛ لا مرّة ولا مرّتين) من رواية ابن المغازلي. وقد مر ذكر الإمام له وسنده في الجزء الأول.
(٣) الصاحب الجليل كافي الكفاة هو: إسماعيل بن عبّاد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني، أبو القاسم. ولد سنة (٣٢٦ هـ). من أعلام المؤلفين الزيدية.
وقد عرَّفه وذكر بعضاً من أشعاره الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # في عيون المختار من فنون الأشعار والآثار ص (٢٠٤) ط (١).