كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام أئمة أهل البيت (ع) وغيرهم في عموم حديث المنزلة]

صفحة 472 - الجزء 3


= بمنزلة هارون من موسى (@). روى هذا الإمام # بسنده إلى الباقر عن أبيه #، وقد مرّ في هذا الجزء.

وقد مرّ كلام الحسن البصري في حديث المنزلة، وقوله: فلو كان يفوته شيءٌ لاستثناه النبي (÷» في حاشية الجزء الثاني، فراجعه.

وقد تقدّم عن زيد بن علي من أنه ليس لهارون منازل معلومة إلا أخوة النسب، والنبوءة، والخلافة، وقد بطل ما عدا الخلافة.

وقد مرّ قول شعبة بن الحجاج من رواية الكنجي قال: فهارون أفضل أمَّة موسى فيكون علي # أفضل من كل أمَّة محمد ÷ صيانة لهذا النص الصريح الصحيح يعني قوله ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... إلخ».

قال سعد بن أبي وقاص لمعاوية: (أتأمرني بقتال علي وقد قال رسول الله ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... إلخ»، فقال معاوية: من سمع هذا معك!؟، قال: فلان، وفلان، وأم سَلَمَة، قال: لو سمعت هذا ما قاتلته).

ففهم معاوية من الحديث من المزيَّة لعلي ما لا يخفى، تأمل، ذكره أبو أحمد العسكري في كتابه (الأمالي). تمت (شرح نهج).

وكذا روى نحوه النوفلي، ذكره المسعودي. وقد مرّ في حاشية الجزء الأول، وفيه: فضرط له معاوية ... إلخ. [لعله أضرط به معاوية؛ قال في القاموس: أضرط به عمل بفيه كالضراط وهزئ به. وقال في المنجد كذلك، وكذلك في مختار الصحاح. تمت إملاء شيخنا السيد العلامة أحمد درهم بن عبدالله حوريه حفظه الله تعالى].

وعنه ÷: «إن الله أوحى إلى موسى ~ أن ابن مسجداً طاهراً لا يكون فيه غير موسى وهارون، وابني هارون شبراً وشبيراً، وإن الله أمرني أن ابني مسجداً طاهراً لا يكون فيه غيري، وغير أخي علي، وغير ابني الحسن والحسين». أخرجه ابن المغازلي عن علي. تمت من مناقبه.

فهل هذا إلا مشعرٌ بكون لعلي من محمد ÷ جميع منازل هارون من موسى @!؟.

وكذا ما في حديث أخرجه الكنجي عن أبي رافع: «ان الله تعالى، أمر موسى وهارون ... إلى قوله: ولا يبيت في مسجدهما جنب، ولا تقربوا فيه النساء، إلا هارون وذريته، ولا يحل لأحد إلى قوله ÷: ولا يبيت فيه جنب إلا علي وذريته ... إلخ». فإنه يفيد كون لعلي جميع منازل هارون، تأمل. ويأتي الحديث بتمامه في الحاشية.

هذا وقد استخلف النبي ÷ كثيراً من أصحابه عند مغيبه على المدينة، وقد عدّهم في (الكامل المنير) للقاسم بن إبراهيم #، ولم يُرْوَ في أحد منهم عن النبي ÷ ما روي في علي من المنزلة، فلو لم يكن المراد إلا الاستخلاف على المدينة حال غيبته ÷ لم يكن لتخصيص علي وجه؛ إذ قد شاركه =