[قتل علي (ع) لفاتك العرب أسد بن غويلم يوم الصوح]
  هذا المشرك فقتله فله على الله ø الجنة، وله الإمامة بعدي» فاحرنجم(١) الناس، وكنت فيمن احرنجم؛ فقام علي بن أبي طالب تهزه العروى، فقال رسول الله ÷: «يا ذا القبقب(٢) ما بالك؟» قال: ظمآن إلى البراز، سغب(٣) إلى القتال.
  فقال رسول الله ÷: «نحن بنو هاشم جُودٌ مُجْدٌ، لا نجبن ولا نغدر، وأنا وعلي من شجرة لا يختلف ورقها، اخرج إليه ولك الإمامة بعدي»(٤) فخرج علي بن أبي طالب نحوه، وأتبعه الناس أبصارهم حتى ضربه في مفرق رأسه، فمر السيف في الفرق والقمة وطرف الفودين(٥) إلى القمحدوة والنقرة والجبهة على الاستواء في الأسارير إلى فوق الحاجبين مع قصبة الأنف والمارن والحاجر والشفة العليا والعنق قاطعاً للحلقوم واللبة واقعة في الترائب والحقي وفاصلة لعرى النياط قاطعة للحناجر والحشرة إلى مقدمة السرج ومؤخرته فخر نصفين فكأنما خطفته الطير أو هوت به الريح.
(١) احرنجم الناس: احرنجم القوم أو الإبل اجتمع بعضها على بعض وازدحموا. تمت قاموس.
(٢) القبقب: البطن. تمت قاموس.
(٣) سغب: جائع.
(٤) قال ¦ في التعليق: قال شارح (الأساس): وأمَّا خبر العمامة فروى الفقيه حميد الشهيد | بإسناده عن عبدالله بن أبي أنيس، قال: (برز يوم الصوح أسد بن غويلم ... إلخ) ما في الأصل، قال: ورواه الحاكم من كتاب النَّاصر للحق # بإسناده عن عبدالله بن أبي أنيس، قال: ورواه الحاكم أيضاً عن أبي رافع. انتهى.
وقال الحاكم الجشمي: (ومن مقاماته يعني علياً قتل أسد بن غويلم فاتك العرب، خرج وسأل البراز فاحرنجم الناس [قال في لسان العرب (١٢/ ١٣٠): حَرْجَمْتُ الإبل فاحْرَنْجَمَتْ إذا رددتها فارتد بعضها على بعض واجتمعت، وقال الأصمعي: المحرنجم المجتمع، وقال الجوهري: احرنجم القوم ازدحموا، واجتمع بعضهم على بعض]، فقال ÷: «يا علي؛ اخرج إليه ولك الإمامة بعدي»، فخرج فضربه على مفرق رأسه، فذهب السيف في بدنه حتى خَرَّ نصفين، فرجع وهو يقول أبيات شعره: ضربته بالسيف وسط الهامهْ ... إلخ).
(٥) الفودين: فود الرأس جانباه. تمت مختار الصحاح