كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه أن الفتح لا يوجب الإمامة والرد عليها]

صفحة 499 - الجزء 3

  وهز علي # سيفه وحمل على المشركين فانهزموا، وآب راجعاً وهو يقول شعراً:

  ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ وَسْطَ الْهَامَهْ ... بِشَفْرَةٍ صَارِمَةٍ صَدَّامَهْ

  فَبَتَكَتْ مِنْ جِسْمِهِ عِظَامَهْ ... وَبَيَّنَتْ مِنْ أَنْفِهِ إِرْغَامَهْ

  أَنَا عَلِيٌّ صَاحِبُ الصَّمْصَامَهْ⁣(⁣١) ... وَصَاحِبُ الْحَوْضِ لَدَى القِيَامَهْ

  أَخُو نَبِيِّ اللهِ ذِي الْعَلامَهْ ... قَدْ قَالَ إذْ عَمَّمَنِي الْعِمَامَهْ

  أَنْتَ أَخِيْ وَمَعْدِنَ الكَرَامَهْ ... وَمَنْ لَهُ مِنْ بَعْدِيَ الإمَامَهْ

[دعوى الفقيه أن الفتح لا يوجب الإمامة والرد عليها]

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «ما كان الفتح لعلي # في اليوم الثالث إلا بما تقدم في اليومين الأولين من حسن بلائهما، وقوة قتالهما، فضعف اليهود في اليوم الثالث، وأذلتهم الحرب، وجعل الله الفتح على يدي علي، وليس الفتح موجباً للخلافة بموافقتك».

  فالجواب: أن ما ذكره من الممكن، ويمكن خلافه، وهو أن ما وقع منهما في اليومين الأولين من الجبن والهزيمة؛ كان سبباً لطمع اليهود في النصر على أصحاب النبي ÷، ويمكن أن يقال: إنه أقرب، لأن الهزيمة اتصلت بفئة النبي ÷.

  وأما قوله: «وليس الفتح موجباً للخلافة بموافقتك».

  فالجواب: أن الفتح ليس بموجب للإمامة، ولا الجبن والهزيمة أيضاً، وإن كان في الثبات بمعسكر النبي ÷ في وجوه اليهود والمعاندين⁣(⁣٢) للدين، مع حضور النبي ÷ والصبر على مرارة الحرب في ذلك المقام الكريم؛ ما يظهر


(١) الصمصامة: السيف الصارم الذي لا ينثني. تمت مختار الصحاح

(٢) المضادين الدين (نخ).