[شجاعة علي # جارية مجرى المعجز للنبي ÷]
  فأقول والله المعين: أما قوله: ما حصل لعلي # فهو جار مجرى المعجز للنبي ÷ فهو كلام من لا يدري ما يقول، بل أتى بكلام غير مفهوم، ومعنى غير معلوم، وكيف تكون شجاعة علي # معجزة للنبي ÷ يستدل بها على صدقه، فهذا شيء لم يقل به أحد».
  فالجواب: أن الفقيه ناقض في كلامه؛ لأنه قال: فهو كلام من لا يدري ما يقول، وهذا بناء منه على أنه عرف اختلال الكلام، وعرف من أيّ وجه اختل؛ ثم نقض ذلك بقوله: «بل أتى بكلام غير مفهوم، ومعنى غير معلوم» وهذه مناقضة؛ لأنه متى كان قد فهم أنه كلام من لا يدري، فلم يفهم ذلك إلا وقد عرف الكلام، فكيف يقول: إنه غير مفهوم ولا معلوم؟ فكأنه قال: هو مفهوم غير مفهوم، ومعلوم غير معلوم، وهذه مناقضة قبيحة.
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «وكيف تكون شجاعة علي # معجزة للنبي ÷ يستدل بها على صدقه».
  فالجواب: أنه حكى غير ما قيل له؛ لأنه قيل له: لأن ما حصل لعلي # فهو جار مجرى المعجز، فلم يعرف الفرق بين المعجز وما هو جار مجراه، أو عرف ذلك واتبع هواه، وأسخط خالقه ومولاه، لأن المعجز دلالة التصديق، وهو ما كان عقيب الدعوى، ومطابقاً لها مما يخرق العادة.
  فهي أمور ثلاثة: أحدها: أن يكون خارقاً للعادة، والثاني: أن يكون عقيب الدعوى للنبوة، والثالث: أن يكون مطابقاً لها.
  وبيان وجه الحاجة إلى كل واحد من هذه الوجوه وسواها وذكر أمثلتها مبسوط في مسألة النبوة، فذكر الفقيه وجهاً واحداً من هذه الثلاثة وهو خرق العادة، ولا شك أن أحوال علي # في كثير من هذه المقامات، غير ما جرت به عادة، فكانت خارقة للعادة، ولما كان ذلك في تقوية الإسلام، وببركة النبي –عليه وعلى آله أفضل السلام - كانت جارية مجرى المعجز المضاف إليه من هذا الوجه.