[الفقيه يدعي الإشكال فيما ليس مشكل وينكر هزيمة الشيخين يوم خيبر]
  ولكن ما تعقبت دعوى فيعتبر مطابقتها لها أو مخالفتها؛ فكيف يعدل الفقيه مما يصح إلى حكاية ما هو مستحيل في حقه #؛ ثم عقب ذلك بقوله: يستدل بها على صدقه، وأي دعوى تقدمت هذه الأفعال فيقال: إنها وردت مطابقة لها، ليعرف بها صدقه ÷ لولا غلبة الجهل أو التجاهل، وكل واحد منهما لفاعله قاتل.
[الفقيه يدعي الإشكال فيما ليس مشكل وينكر هزيمة الشيخين يوم خيبر]
  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: ما عُرفت منه هزيمة - فكما(١) ذكر وشتان بين النبي ÷ وبين غيره».
  فالجواب: أنه لم ينظر فيما قال هاهنا عند قوله: لو كان التقدم ومصادمة الأقران ترجح أمر الخلافة لكان علي # أولى بالنبوة من النبي ÷ لأنه لو نظر في ذلك لم يتجاسر على ما قال: من أنها تلزم نبوة علي # لأجل شجاعته؛ لكن الفقيه في ذلك كحاطب ليل.
  وأما قوله: «وقول القدري: إن الأمة مجمعة أن عنده من شدة الجأش وقوة الجنان ... الكلام إلى آخره - إن(٢) أراد به علياً # فكيف ساغ له مع اعتقاد هذا أن يقول: إن عمر جاء ليحرق عليه البيت؛ لما اجتمع عنده طلحة والزبير، وامتنعوا عن البيعة بزعمه، ورأوها باطلاً، فلم يقدر على الدفاع والامتناع؛ بل خرج خوفاً من عمر، وجبناً من لقائه، واستكانة لحضوره، مبادراً إلى بيعة أبي بكر؟ لولا عدم التوفيق.
  مع أن قوله: ما لم يكن عند أحد من البشر يبطل عليه هذا العموم بالنبي ÷؛ فإنه لا محالة كان أشجع من علي، وتبين أن الشجاعة معنى في القلب، ليست بكثرة مباشرة الحروب، ومصادمة الأقران، وظهر أنه الذي خرق الإجماع، إذ زعم أن علياً # أُتي به ملبباً فبايع مكرهاً.
(١) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٢) بداية كلام فقيه الخارقة.