كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر ما ورد في فضل أهل البيت (ع) كافة وفضل علي (ع) خاصة من كتب العامة]

صفحة 193 - الجزء 1

  يا رسول الله، ألست من أهلك؟ قال: «بلى»، فأدخلني في الكساء⁣(⁣١) بعدما


(١) قال ¦ في التعليق: وهذا الخبر رواه محمد بن سليمان الكوفي [مناقب أمير المؤمنين (٢/ ١٢٤) رقم (٦١٠) بلفظ: (أتأذن لي فأدخل معهم؟ قال: «نعم»] بإسناده إلى شهر بن حوشب قال: قالت أم سلمة حين جاء نعي الحسين إلخ.

نعم، وحديث الكساء بطرقه يدل على إخراج الزوجات، وسائر الأقارب ماعدا علياً، وفاطمة، وولديهما من وجوه:

أحدها: أنه ÷ دعا لهم دون غيرهم.

الثاني: اشتمال الكساء عليهم دون غيرهم فهو بيان بالفعل مع القول.

الثالث: أنه قال ÷: «اللهم إن هؤلاء أهل بيتي» مؤكداً بإن.

الرابع: تعريف المسند إليه باسم الإشارة المفيد لأكمل التمييز.

الخامس: أنه كرر الجملة، وشأن التأكيد رفع توهم دخول الغير.

السادس: دفعه ÷ لأم سلمة بقوله: مكانك، وقوله: إنك إلى خير، وقوله: إنك من أزواج النبي.

فإن قيل: في بعض الأخبار: بلى فأدخلي في الكساء. قيل: هذا لايوجب دخولها في المقصود لوجوه:

الأول: أن رواية دفعها أكثر [روى دفع أم سلمة كثير من المحدثين، منهم: محمد بن سليمان (٢/ ١٣٨) رقم (٦١٠) وأحمد بن حنبل في المسند (٦/ ٣٢٣) رقم (٢٦٧٨٩) وفي الفضائل (٢/ ٦٠٢) رقم (١٠٢٩) والطبراني في الكبير (٣/ ٥٣) رقم (٢٦٦٤) وأبو يعلى (١٢/ ٣٤٤) رقم (٦٩١٢) والكنجي في الكفاية (ص ٣٣٣)].

الثاني: أنه لم يشر إليها بقوله (هؤلاء ... إلخ)، مع أنها قالت: فدخلت بعد ماقضى دعاءه ÷ لابن عمه، وابنته، وولديهما.

الثالث: أنه لم يدخلها إلا إيناساً لها لأنه بعد سؤالها [ومما يدل على أن ذلك لمجرد الإيناس: ما رواه أحمد في الفضائل (٢/ ٦٣٢) رقم (١٠٧٧) عن واثلة من حديث الكساء وفيه: (فقال واثلة: وأنا من أهلك يا رسول الله، قال: «وأنت من أهلي».

ورواه بهذا اللفظ أيضاً: ابن حبان (١٥/ ٤٣٢) رقم (٦٩٧٦) والمرشد بالله (ع) في أماليه (ص ١٤٨)، وكذا ما رواه أحمد في الفضائل عن ثوبان (٢/ ٦٣٤) رقم (١٠٨٠) وفيه: قال ثوبان: وأنا من أهلك، قال: «نعم ما لم تقم على سدة ظالم، أو تأتي أميراً تسأله».

فقد صرح في هذين الخبرين أن واثلة وثوبان من أهله وهو أعظم من دخول أم سلمة تحت الكساء؛ فعرفت أن ذلك إنما هو لمجرد الإيناس، وأنه كقوله ÷: «سلمان منا أهل البيت»]، مع أن في بعض الروايات أنه ÷ كان يأتي إلى باب علي وفاطمة فيتلو الآية، ولم يكن ثم غيرهم.

الرابع: أنه لو كان غيرهم داخلاً لما دعاهم، وأشار إليهم وحدهم.

=