[ذكر ما ورد في فضل أهل البيت (ع) كافة وفضل علي (ع) خاصة من كتب العامة]
  حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا أبو بَلْج(١)، قال: حدثنا عمرو بن ميمون، قال: إني لجالس إلى ابن عباس ¥ إذ أتاه تسعة رهط - والخبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة في هذا الباب، وسنذكره بطوله في ذكر يوم الغدير، وذكر العشر الخصال في أمير المؤمنين # إن شاء الله تعالى - قال ابن عباس ¦: وأخذ رسول الله ÷ ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين $ وقال: «{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]».
  وبالإسناد المتقدم، قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الحميد - يعني ابن بهرام - حدثني شهر بن حوشب، قال: قالت أم سلمة زوجة النبي ÷ حين جاء نعي الحسين بن علي @ لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، غرّوه ودلوه وأذلّوه لعنهم الله، فإني رأيتُ رسول الله ÷ وقد جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت فيها عصيدة تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: «أين ابن عمك؟»، قالت: هو في البيت، قال: «اذهبي فادعيه وائتيني بابنيه»، قالت: فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد، وعلي يمشي في إثرها، حتى دخلوا على رسول الله ÷ فأجلسهما في حجره، وأجلس علياً على يمينه، وجلست فاطمة على يساره.
  قالت أم سلمة: فاجتبذ من تحتي كساءً خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة، فلفّه رسول الله ÷ وأخذ طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه ø، وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، قلت:
(١) أبو بلج الكبير بفتح الباء وسكون اللام بعدها جيم الفزاري الكوفي ثم الواسطي: اسمه يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم، أو ابن أبي الأسود، صدوق. انتهى من الطبقات.