كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الثانية: أن الله جعله أبا بكر ثانيا لرسوله ÷، والرد عليها]

صفحة 518 - الجزء 3

  عدوه، وقد أطرق⁣(⁣١) إطراق الشجاع، وأخنع⁣(⁣٢) إخناع السباع، فقد شارك في كتمان السر بالإجماع، لأنه لم يختلف في طلوعه على السر، وإنما اختلف في سواه، فقيل: لم يعلم إلا آل أبي بكر وعلي، وقيل غير ذلك، وقد شركهم في ذلك ابن أريقط وهو مشرك، وفاز علي # بفضيلة الفداء لرسول الله ÷ بنفسه، ونومه على فراشه⁣(⁣٣).

  وأما قوله: «ومعاني هذا الأمر الجسيم» - فالذي كان من أبي بكر كتمان السر وقد كتمه ابن أريقط، وعامر بن فهيرة، وعلي # وهو الذي أعلم أبا بكر بخروج النبي ÷، وأسماء بنت أبي بكر، وغيرهم من المؤمنين، وأهل بيت النبي ÷.

  والذي قاساه أمير المؤمنين من الاضطجاع على فراش النبي ÷ بائعاً نفسه من الله فداء للنبي ÷، حتى رجمه المشركون، وهو يتضور⁣(⁣٤) على الفراش، فقال المشركون: إنه لم يكن يتضور، فلما أصبح رأوه علياً #، وأمر


(١) أطرق: سكت لحيرة أو خوف أو نحوهما.

(٢) أخنع: حاد أو خضع.

(٣) قال ¦ في التعليق: حتى نزل فيه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ} ... إلخ [البقرة: ٢٠٧]، برواية زين العابدين رواه عنه الإمام # وقد مر وأبو علي الصفار عنه وعن ابن عباس، تمت. ورواه علي بن الحسين صاحب المحيط بإسناده إلى الحسين بن علي # في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢٠٧]، قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب حين خرج النبي ÷ وأبو بكر إلى الغار فنام علي على فراش النبي ÷ وأهل مكة يطلبونه فلما وجدوا علياً ذهبوا، انتهى. ورواه الحاكم أبو القاسم عن علي بن الحسين من طريقين، وعن ابن عباس من طريق، ومن طريقين كون علي شرى نفسه ونام على فراش رسول الله ÷ ليلة الغار من دون ذكر نزول الآية وقد مر ذكر هذا، تمت. وكذا رواه عن السدي وفيه نزول الآية أي في علي، تمت من شواهد التنزيل قال أبو جعفر الإسكافي فقد روى المفسرون كلهم أن قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} ... إلخ [البقرة: ٢٠٧]، نزلت في علي #.

(٤) يتضور: يتلوى من وجع الضرب. تمت قاموس.